الديمقراطية ليست تلك الطقوسَ التشريعية والسياسية التي ينتج عنها نظامُ دولةٍ ما فحسب، فالديمقراطية في أصل روحها هي هذه الدماءُ التي تسير في عروق الأمم فتُنبِت فيها روحًا جديدة تُمهِّد الطريق الوعرة أمامها لتنهضَ وتزدهر. ولا يخوض الكاتب هنا في معنى «الديمقراطية» من حيث هي نظامٌ للحُكم بقدرِ ما يعرضها بوصفها ثقافةً عاطفية لدى الشعوب؛ إذ يرى أن «المَثل الأعلى من الديمقراطية» يتحقَّق عندما يتساوى كل أفراد المجتمع فيما يتلقَّونه من الحقوق، وما يتوجَّب عليهم فعله من الواجبات تجاه مجتمعاتهم. وبالرغم من أن النُّظم الديمقراطية هي أوسع النُّظم الحاكمة انتشارًا، فقد شابَتها بعضُ الشوائب واعتلاها غيرُ مشهدٍ من مشاهد الاستبداد؛ وعلى هذا يبني الكاتب فكرته، ويحاول أن يُقدِّم لنا تعريفًا للديمقراطية من زاويةٍ أخرى.
دليل بيرنز: مُفكر وفيلسوف بريطاني له إسهامات في دراسة المشكلات الاجتماعية والحقوق المدنية وحقوق المواطَنة. وُلد في عام ١٨٧٩م في إحدى الجُزر الهندية الغربية، أثناءَ احتلال بريطانيا لها، حيث كان والده يعمل بها. تلقَّى تعليمه أولًا بمدرسة «سانت كيتس»، ثم التحق بكلية «سانت إدمونز» بصحبة شقيقه، ثم تابَع دراسته بجامعة كامبريدج، وتلقَّى علوم اللاهوت بروما حتى أصبح كاهنًا كاثوليكيًّا. عمل بقسم المراقبة أثناء الحرب العالمية الأولى، بعد أن استُبعد من الخدمة العسكرية بسبب مرضه بالسُّل، وفي عام ١٩٢٤م أصبح مُحاضرًا ومُدرسًا للمنطق والفلسفة بكلية «بيربيك»، ورئيس قسم المواطَنة بكلية لندن للاقتصاد. تُوفِي عام ١٩٤٢م بسبب مرضه بالسُّل.