«الدِّيمُقراطِيةُ لَيستْ بابًا، الدِّيمقُراطِيةُ طَريق؛ طَريقٌ تُعبِّدُه الأَقدامُ ذَاتُها، طَريقٌ يُخَطُّ لا مِن أَجلِ السَّيرِ وإنَّما بفِعلِه؛ ومِن ثَمَّ فلا وَجهَ ولا مُبرِّرَ ولا مَعنَى لِتسويفِ السَّير.» حَفَلَ مُصطلحُ «الدِّيمُقراطِيةِ» بالكَثيرِ مِنَ النِّقاشِ والتَّداوُلِ خِلالَ حِقَبٍ عِدَّة، غَيرَ أنَّه في السِّنينَ العَشْرِ الأَخِيرةِ قَد تمَّ تَداوُلُه فِي دَوائِرَ أَوسَع، وتَحتَ سُقُفٍ أَرحَب، بَينَ العامَّةِ والخاصَّةِ مِنَ النَّاس، وتمَّ تَفسِيرُه مِن كلِّ جِهة، كلٌّ بِحَسبِ مُنطلَقاتِه وفِكرِه. وتَحتَ وَطأةِ الإِفتاءِ وسُيُولةِ التَّعرِيفاتِ والتَّوضِيحات، نَحنُ بِحاجةٍ إلى الرُّجوعِ إلى جُذُورِ قَضيةِ الدِّيمُقراطِيةِ كَما وضَعَها مُعلِّموها الأَوائِلُ أَمثالَ «جون ستيوارت مل»، و«جون ديوي»، و«تشارلس فرانكل»، و«كارل بوبر»، عبْرَ نَظرةٍ واقِعيَّةٍ لإِمْكانِياتِ الدِّيمُقراطِيةِ فِي خَلقِ مُجتمَعٍ قَادرٍ عَلى تَجاوُزِ مُشكِلاتِهِ وتَصحِيحِ أَخطائِه وتَعدِيلِ وِجهَتِه دُونَ كُلفةٍ بَاهِظة.
عادل مصطفى: كاتبٌ وفيلسوفٌ مصري، انصبَّ اهتمامُه الفكري على الفلسفة كتابةً وترجمةً، له حوالي ثلاثين كتابًا في فروعٍ متنوِّعةٍ من العِلم. وُلِد «عادل مصطفى محمد حسن» في القاهرة في نوفمبر ١٩٥١م. حَصَلَ على بكالوريوس الطب والجراحة من كلية الطب جامعة القاهرة في يونيو ١٩٧٥م، وعلى درجة الليسانس الممتازة من قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة في مايو ١٩٧٩م، وبذلك أُتِيحَ له أن يتلقَّى الفلسفةَ على النحو الذي كان يُحبِّذه الدكتور فؤاد زكريا؛ أيْ أن تكون الفلسفةُ دراسةً عُليا يَشرَعُ فيها الطالبُ على نُضْجٍ، بعدَ أن يكونَ قد أتمَّ دراسةَ فرعٍ مَعرفيٍّ آخَر. وفي قسمِ الفلسفةِ تَتَلْمَذَ على يدِ جيلٍ من كِبار الأساتذة، مثل: الدكتور توفيق الطويل، والدكتور يحيى هويدي، والدكتورة أميرة مطر، والدكتور حسن حنفي، والدكتور عاطف العراقي، والدكتور عبد الغفار مكاوي، والدكتور أبو الوفا التفتازاني، والدكتور محمد مهران. حصل على درجة الماجستير في الطب النفسي وطب المخ والأعصاب من كلية الطب جامعة القاهرة. شارَكَ في الثمانينيات في تحرير مَجلةِ «الإنسان والتطور» التي كانت تَصدُر عن دارِ المقطم للصحةِ النفسيَّة. قدَّمَ للمكتبةِ العربيةِ ثلاثين كتابًا، تأليفًا وترجمةً، منها: «المغالطات المنطقية»، و«المغالطات اللغوية»، و«دلالة الشكل»، و«الفن». حازَ على جائزةِ أندريه لالاند في الفلسفة، وجائزة الدولة التشجيعية في الفلسفة لعام ٢٠٠٥م، ودِرْع الإبداعِ عن مُجمَلِ أعمالِه من السفارةِ المصريةِ بالكويت عامَ ٢٠١٦م.