لأنكِ موتي المؤبدُ؛ لا تعتقيني! نصالُكِ في كل عرقٍ؛ فلا تطفئيني! وأنتِ مساحةُ جرحي الفسيح؛ لأنَّ نزيفي ليس دماءً. دعينيَ أنزف؛ لكي أستريح. «أنا لا أكتبُ القصيدة، القصيدةُ هي التي تكتبني.» ذلك هو الشاعرُ الدكتور «محمد محسن»، فالشعر عنده ليس مجردَ شعرِ مناسباتٍ يفتعل موضوعاتِه، وإلا لَملأ شعرُه مجلداتٍ ضخمة، بل توحي قصائدُه بنفسها إليه، فتكون شعرًا يُعبِّر به عن نفسه وعن مشكلاتِ عصره، فيكتب في ديوانه «ليالي العنقاء» عن الحب الذي تَبدَّل في زمن التكنولوجيا، ولا يُنسِيه شعرُه مِشرطَ الجرَّاح، فيكتب عن الطب في قصيدته «زائدة دودية». أمَّا قصيدته «تفاحة الألم» فيقف فيها الشاعرُ أمامَ حبيبته يتأمَّل حُسنَها، يغرق في عينَيها، ويصف حالته قائلًا: «لم يبقَ سوى أشلاءٍ من جمري، وبقايا وهمٍ من وهجِ الخمرِ.» بالإضافة إلى العديد من القصائد التي تُمثِّل المدرسةَ الرومانتيكية الشعرية التي ينتمي إليها.
محمد محسن: شاعرٌ وطبيب مِصري، وعضوُ اتحادِ الكُتاب المصريين، وهو صاحبُ أسلوبٍ فريد في مزجِ الشِّعر بالطب في لغةٍ راقية، وصاحبُ بصمةٍ أدبية في جيله. وُلد «محمد محمد محسن» في محافظة كفر الشيخ عام ١٩٥٣م، وتخرَّج في كلية الطب جامعة الإسكندرية، وعمل طبيبًا حتى وفاته. بدأ نبوغُ «محمد محسن» الشِّعري في مرحلة الثانوية، ونشر العديدَ من قصائده بالصحف المصرية، وتأثَّرَ في بداية مشواره بالشاعر «إبراهيم دقينش» والشاعر «عبد العليم القباني». للشاعر «محمد محسن» العديدُ من الدواوين، مثل: «انعتاقٌ إلى القيود»، و«ليالي العنقاء»، و«أغلى حبيباتي»، بالإضافة إلى العديد من المشارَكات في المجلات الأدبية المصرية والعربية. تُوفِّي الشاعر «محمد محمد محسن» عامَ ٢٠٠٩م.