وادي الملوك
الجزء الأول: راشد! جلس و هو يقلب صفحات ذلك الكتاب الممل ، اجل فدراسته تحتم عليه قرائة بعض الكتب المليئة بالكلام و صور لبنايات، فهو يدرس الهندسة المعمارية و هذه سنته الثانية ، كان يقلب صفحات الكتاب بتعب يبدو أن الأرق قد تمكن منه الليلة الماضية ، فهو عادتاً ما يصاب بالأرق و ذلك يجعله يبقى طول الليل مستيقظ و نائماً اغلب النهار ، وقف عند احد الصفحات و راح يقرأ بنهم و فضول، و بدأ يخطط بعض الكلام المهم بالنسبة له . عرف عنه دائماً بانه إنسان ممل يحب الدراسة،و يحب الكتب. يمكننا أن نطلق عليه لقب دودة الكتب، انتهى من الكتاب الأول و راح يقلب كتاب آخر، ولكنه فجأءه تذكر شئ ، ركض ناحية مكتبته المليئة بالكتب راح يبحث فيها بسرعه و باستعجال.و أخيراً وجده كتاب قماشي بني بتطريز ذهبي كتب عليه بخط أنيق "أعجوبة وادي الملوك" ،نظر له بإعجاب كبير تذكر هذا الكتاب .تذكر الموقف الذي حدث له مع الرجل الكهل في المكتبه . كان قبل أسبوع عندما كان في المكتبه الوطنية العامه ، يبحث في الكتب لينهي بحثه الهندسي حول البنايات الهندسية العربية القديمة . و بينما كان يبحث بتركيز بين الكتب الكثيره في المكتبه ، و هو جالس على الأرض يبحث في الرفوف السفلية. فإذا به يرفع رأسه ليجد أمامه رجلاً كهلاً بلحيه بيضاء طويلة و وجه مليئ بالتجاعيد ، و رأس شبه أصلع به شعيرات قليلات ،بابتسامة مريحة ارتسمت على وجهه كلها حكمه و دهاء ، نظر الرجل للشاب الواقف أمامة نظرة تحدي بعيناه الصغيرتان التي صغرت بفعل التجاعيد التي راحت تسير على وجهه و تزيد يوماً بعد يوم.كان يرتدي ثوباً قد اصفر لونه بفعل الأيام ، وقف راشد و نظر للرجل بذهول ، كان الرجل يمسك بيده كتاب كان الكتاب كما يبدو قديم ، "اتبحث عن شئ أيها الشاب؟" قال الكهل بخبث ، نظر له راشد بنظرة شك ، "لا تخف أيها الشاب فانا لست شرير أنا مجرد رجل مسن طيب ابحث عن شاب مثلك" . نظر له راشد باستغراب " تبحث عن شاب مثلي ؟؟" ، نظر له الكهل بحكمه و قال " اجل فأنا ابحث عن شخص اسلمه الأمانة " ، أمعن راشد النظر في الكهل كانا يتبادلان النظرات بشكل غريب ، و بعدها قال بأسلوب مهذب و ساخر في نفس النفس الوقت " أرجوك يا عمي لا تضيع وقتي فأنا رجل مشغول" و استدار بهدوء لانه شعر بانه أحمق و هو يحادث هذا الكهل الخرف ،الكهل الفقير رث الثياب،ضحك الكهل ضحكة استفزت راشد كانت مليئة بالسخرية و قال" مازلت شاباً لم تقرأ هذا الكم المناسب من الكتب" هذا الأمر أستفز راشد و جرح كبرايئه فهو يفتخر بعدد الكتب التي قرائها فهو يستطيع أن يتذكر عدتهم بالرغم من كثرتهم، التفت للخلف و لكن الكهل كان قد اختفى ، استغرب راشد بشدة لانه الأمر بدا كالحلم كان مقابلة رجل مثله في مكتبة عامة أشبه بحكايات ألف ليله و ليله،و لكن لم يعطي الموضوع أكبر من حجمه ، أكمل طريقه لانه قرر أن يستعير عدة كتب تخص موضوع بحثه، و عندما عاد و قام بتصفح كتبه وجد كتاباً غريباً لم يكن من الكتب التي استعارها، عجب لأمره كان كتاباً انيقاً و لكن قديم و لكنه حافض على شكله الجميل ، كان الكتاب قماشياً بني اللوم بتطريز ذهبي و كأنه ذهب حقيقي طُرز عليه "أعجوبة وادي الملوك" نظر للكتاب كان كما هو واضح انه كتاب مميز ،كان امتلاك كتاب كهذا بالنسبة لراشد كفيلاً بأن يجعل قلبه يخفق فلقد كانت هناك صداقه عميقه بينه و بين الكتب،قرر بأن يعيد الكتاب على الفور فلقد استغرب وجود كتاب اثري قديم كهذا في المكتبه العامه، فعاد للمكتبه، وو لكن قرر أن يستفسر عنه قبل إعادته لقد شك بأمر الكتاب لان مكانه لم يكن يناسب المكتبه العامه إنما المتحف، ذهب للموظفه و سألها أن كان هناك كتاباً بهذا العنوان و لكنه استغرب رد الموظف "عفواً سيدي و لكن لا يبدو أن هناك كتاب مدون بهذا الاسم في مكتبتنا هل هو كتاب جديد ما هو تاريخ الإصدار أو دار النشر أو الكاتب" ، لقد صدم راشد لانه لم يكن هناك تاريخ إصدار أو دار نشر أو حتى اسم كاتب ، و عندها قال للموظفة "و لكن يبدو أني أخذت هذا الكتاب من هنا و اعتقد انه يجب علي أن أعيده " نظرت له الموظفة بحيرة و قالت"إريني الكتاب يا سيدي" نظرت له الموظفة و لكن باستغراب و قالت ""لا يبدو أن لدينا شئ من شاكلة هذه الكتب "" خرج راشد و الصدمة تعلو وجهه كتاب اثري كهذا يقع بين يديه و لا يعرف من اين أتى كيف هذا؟ ، عاد للمنزل و قرر أن يفتح هذا الكتاب و لكن شعر شعر بأن هناك شئ يمنعه، هناك في داخله في أعماقه السوداء ذلك الجانب الجبان الذي يخشى المغامرة ، هذا الجانب منعه من فتح الكتاب و قرر أن يبقيه في مكتبته حتى يشعر بالرغبة بقرائته، عاد راشد لواقعه كان حدث ذاك الأسبوع ثقيلاً على شاب ممل مثله، أمسك بالكتاب القديم و قلبه يخفق بشده جلس على مكتبه ، فتح الكتاب و قلبه يخفق بشده كاد قلبه يخرج من ضلوعه من شدة التوتر و الترقب . الجزء الثاني:الكتاب الأنيق القديم الكتاب القديم الانيق أمسك بالكتاب القديم و قلبه يخفق بشده جلس على مكتبه ، فتح الكتاب كاد قلبه يخرج من ضلوعه من شدة التوتر و الترقب ،كان مدون على الصفحة الأولى مقدمة الكاتب و كتب فيها" عزيزي يا من تقرأ هذا الكتاب ، اعلم انك وقعت على كنز ثمين، إذا كنت تهوى المغامرة فهذا يوم سعدك ، أو إذا كنت قارئ نهم فهذا الكتاب العظيم وسام شرف يضاف لمكتبتك، يا سيدي توخى الحذر و لا تدع هذا الكتاب يقع في يد الأوغاد ، هذا الكتاب يحوي الكثير من الأسرار ،اسرار حملها على عاتقه العبد الفقير إلى الله أنا ، من أكون فهذا سر لأني لو بحت باسمي سوف اقتل ، لا تخف و لا تذعر لن يضروك إذا بقيت صامتاً، لذلك انتبه و لا تخبر أحداً بهذا الكتاب ، حتى لأقرب الناس إليك لأنك قد تعرض حياتهم للخطر ،واعلم أنه ليس هناك صاحب لهذا الكتاب، مما يعني انك لو فقدته و أخذه احد منك هذا يعني انه لم يعد لك إنما هو له،لذلك اعتبر هذا الكتاب ابنك، ولا تفقده ، ولا تدع هذا الكتاب يقع في يد الأشرار ، لأنك بهذه الطريقة سوف تجعلهم يفسدون بالأرض، ، إن الجميع يريد هذا الكتاب ليس فقط البشر ، حتى الجان يبحثون عنه و الحيوانات ربما ، اعلم يا سيدي ان هذا الكتاب يحوي على اسرار كثيرة و خطيرة عن كنز ثمين و مملكة أطيح بها منذ زمن بعيد، وأختم هذه المقدمة ، استمتع بالكتاب." ،جحضت عينا راشد من الصدمة ، لماذا هو ؟؟هل هو ذلك الكهل في المكتبه، هل هو كاتب هذا الكتاب؟؟ . شعر فجأءة كأن كل شئ ضده لم يستطع ان يكمل ، لا يريد ان يعرف المزيد ، يكفيه هذا الكم من الفزع و الرهبة، نظر حوله شعر كان هناك أعين غريبة تخرج من جدار الغرفة تراقبه ،وضع يديه على قلبه ليخفف من خفقان قلبه، من يظن نفسه هذا الكتاب ليتحكم بحياته بهذه الطريقة و يقرر له ما يريد، هذا ما شعر به ، يبدو ان هذا الكاتب إنسان خرف هذا ما كان يقوله راشد في قلبه، كان يعرف تماماً انه ليس خرف و لكن كان يريد ان يواسي نفسه ، أعاد الكتاب لمكانه كان يتمنى ان يتخلص منه ، ان يقطعه ، أو حتى يحرقه، و لكن كان هناك ذلك الشعور القوي بداخله الذي لم يسمح له بإتلاف كتاب ثمين مثله. ومر يومان على هذه الحادثة،و إذا به اتصال لراشد من تراه يكون "مرحباً"، "مرحباً سيد راشد ، أنا موظفة المكتبة اتتذكرني لقد جئت للمكتبه منذ أيام و بلغت عن كتاب مفقود" قالت الموظفة بسرعه، "اجل أتذكر ذلك" رد بجفاء و ارتباك ،"اجل أرجوك تعال للمكتبه الآن و احضر الكتاب معك فلقد وجدنا صاحب الكتاب"، استغرب راشد الأمر ، هل هناك صاحب لهذا الكتاب و لكني أنا صاحب الكتاب،"حسناً أنا قادم في الحال" رد بنبرة مشككة ، كان يريد ان يفك غموض هذا الكتاب ، كان يريد ان يقابل ذلك الشخص الذي ادعى انه صاحب الكتاب ، يبدو ان الجانب المتهور من راشد بدأ يتغلب على الجانب الآخر الجبان المتردد، أخذ راشد الكتاب ووضعه في كيس و وضع معه كتب أخرى كان يريد إعادتها للمكتبه، و ارتدى ثوباً نظيف و لبس قبعته و نظارته الشمسية على عجل و خرج مسرعاً من المنزل، كان يتمنى راشد ان يلتقي بالكهل بالمكتبة ليعيد له كتابه أو كما يعتقد بان الكتاب يعود للكهل ربما، كان يقود سيارته و شارد الذهن تماماً،لا يعرف كيف وصل للمكتبه بهذه السرعة ، دخل للمكتبه حتى وصل للاستقبال هناك وجد الموظفة "عذراً سيدتي لقد جئت و معي الكتاب اين هو صاحب الكتاب " ،قالها بجدية و شدد على كلمة صاحب ، ""أوه هناك ذلك الرجل الذي يرتدي النظارات" أشارت الموظفة إلى رجل بشعر اسود طويل حتى كتفيه ،يرتدي نظارة طبية مستديرة ، اقترب راشد من الرجل"عذراً سيدي " رفع الرجل رأسه بابتسامته،لم تكن ابتسامه عاديه كانت ابتسامه ماكره كابتسامة الثعالب،كان رجل في الاربعينيات كما يبدو بشعر بني كان على قدر من الوسامه ، كانت تفوح منه رائحة كريهه أو هذا ما شعر به راشد كانت رائحته تشبه الموت، "لابد انك السيد راشد أنا ادعى فيصل ال...... " و مد يده لمصافحة راشد "تشرفنا "قالها بتردد و مد يده لمصافحة فيصل، يا إلهي ان يده باردة باردة كالجليد ، كيف لم يلاحظ راشد ذلك ليست فقط رائحته التي تشبه الموت إنما حتى بشرته الشاحبة و البقع السوداء اسفل عينيه كل شئ كان يعبر عن الموت ،"أنا آسف يا سيد راشد فلقد نسيت كتابي على احد الارفف و يبدو انك أخذته عن طريق الخطأ" نظر له راشد بشك و لم يقتنع بكلامه ، خبأ راشد الكيس خلف ظهره "" عذراً سيد فيصل سامحني و لكن الكتاب لم يعد بحوزتي " قالها بابتسامة متعذرة مبالغ فيها "ماذا تقصد؟" رد فيصل بشئ من الغضب و الانفعال " اقصد أني عندما لم اعرف من هو صاحب الكتاب قررت ان أعيده لاحد الارفف على أمل ان يأتي صاحبه ليأخذه"قال ذلك بسرعه، نظر له فيصل لفتره طويلة كانت نظره تفحصيه ، و أجاب بهمس لراشد بعدما لمعت عيناه مكراً "همم حسناً يبدو انك يا سيد راشد لن تذوق طعم النوم من الآن فصاعداً" ابتسم بخبث و ربت على كتف راشد بهدوء و رحل،و ترك راشد في حيرته و عيناه قد توسعتا نتيجة الصدمة ، للحظه خفق قلبه بسرعه لا يعرف كيف تجرأ و تحدث معه، عاد للمنزل و هو لا يزال يشعر بالخوف القلق و الهلع ، نظر حوله شعر و كأن الجدران قد تحولت لوحوش مفترسة تريد اكله، جلس على اقرب كنبه بيأس شديد، جلس كالتمثال يائس منصدم و متحجر،"راشد ماذا جرى لك يا بني " نظرت له والدته بعينين قلقتين ، "أنا بخير يا أمي فقط إرهاق بسيط" قالها بتعب شديد و كانه اصبح بالخمسين من عمره فجاءه، "لا ترهق نفسك يا بني كثيراً انت تسهر في الليل و لا تنام ابداً" قالتها بعتاب قلق،"لا تقلقي يا أمي العزيزة " قبلها على رأسها كان يريد ان يخفف من قلقها، و لا يريدها ان تشك بشئ فهو لا يريد اقحام اسرته في هذا كله، فُتح الباب بقوة و كأن إعصار قد حط في المكان و كانت هذه أخت راشد مريم ،"أخخخخ ان الجو حار جداً " قالتها بتذمر و هي تخلع حجابها ، نظر لها راشد بتعب كان يريد ان ينتقد طريقة دخلتها الهوجاء، و لكنها آخرسته في لحظه"راشد أيها الأحمق الم يكن من المفروض ان تصطحبني من الجامعة " نظرت له بغضب شديد، كانت مريم ذات شعر مجعد غجري ناعم بلون اسود فاحم و عينان لوزيتان بلون العسل ، و بشره بيضاء كالحليب و خدين موردين ،ممتلئة قليلاً متوسطة الطول، فهي تشبه راشد كثيراً ، أما راشد كان يتمتع بطول جيد كان نحيلاً بعض الشئ ببشره تميل للحنطية و عينان عسليتان و شعر اجعد قليلاً بلون اسود، كان راشد يتمتع بوسامة لا بأس بها ، و لكن مريم كانت تتمتع بجمال كبير ، نظر لها راشد و فجأءه و كأنه تذكر شيئاً فعلاً لقد نسي تماماً كان يجب ان يذهب للجامعة و يحضر محاضرته و يصطحب أخته فيما بعد ، يبدو انه نسي كل شئ بسبب هذا الكتاب الأحمق ، "أنا آسف" قالها بشئ من البرود ، "اهههههههه هذا الغبي يريد قتلي هل تعرف ماذا حدث لي لقد انتظرتك اسفل هذه الشمس الحارقة انت أكثر الناس بلادتاً في هذا العالم" قالتها و تصرخ بغضب شديد ، مريم بيطبيعتها ،لسانها طويل تعشق المغامرة ، و دائماً ما توقع نفسها بالمشاكل على عكس راشد البارد ، فهي تمثل النار و هو الجليد فهما نقيضين ،فهي متمردة تماماً عكس راشد المسالم الذي لن يؤذي ذبابه حتى ، نظر لها نظرة برود و استدار لانه متعب و يريد ان يعود لغرفته بسرعه ، فهو لا يزال يريد حل لغز الكتاب يريد ان يعرف اين الحلقة المفقودة ،فمقابلة فيصل لم يكن بالأمر الهين، هو ليس من النوع الذي بهول الأمور، و لكن هذا كان تهديداً صريحاً من فيصل ، لا يزال يستطيع تذكر همسته التي تشبه فحيح الأفعى ،عاد لغرفته و استلقى على سريره ، بدأ يستعيد الاحداث اتصلت له الموظفة و أخبرته ان هناك رجل ، لحظه هذه الموظفة كيف عرفت من يكون؟ فهو لم يفصح عن اسمه و لحظه من اين أخرجت رقمه؟، ثم ذلك السيد فيصل على ما يبدو انه ليس إنساناً شريفاً او طيباً أبداً انه أمر لا يحتاج لتخمين، يا الهي أنهم يراقبونه و لا بد أو ان السيد فيصل متواطئ مع هذه السيدة أو ان هي متواطئة معه، ما هذا تبدو هذه المؤامرة محبوكة بشكل عنكبوتي ذكي، أو ان هو يهول الأمور و يكبرها ، و لكن تهويل الأمور ليس من اطباعه ،شعر بألم شديد في رأسه أمسك رأسه بقوه يريد ان ينسى ما حدث ، لا يريد ان يتذكر ، يريد حياته السابقة عندما كان أكبر همومه دراسته، لقد أصبحت الآن هي آخر همومه. الجزء الثالث:هموم راشد و فضول مريم هموم راشد و فضول مريم لا يريد ان يتذكر ، يريد حياته السابقة عندما كان أكبر همومه دراسته، لقد أصبحت الآن هي آخر همومه، مضى شهران كان راشد قد قرر فيها عدم لمس ذلك الكتاب ، تمنى لو يستطيع حرقه و لكن لم يستطع ، شئ غامض منعة.ففي الشهران الماضيان قرر راشد ان ينهمك في دراسته و ينسى أمر ما حدث كله و كأنه حلم سئ أو كابوس،و لكن في أحد الايام بينما كان في الجامعة يمشي بالمواقف ليصل لسيارته و على غفله منه كادت تصدمه سيارة وقع أرضاً أصبحت السيارة أمامه ،فتح الشباك ألقى السائق شيئاً و هرب مسرعاً بسيارته، في هذه اللحظة كان راشد لا يزال يلملم شتات أفكاره و يحاول إستيعاب ما حدث، و لكنه تذكر ما القاه السائق وقف بسرعه و التقط ما القاه السائق ، لقد كان ظرفاً فتحه وجد ورقة كتب فيها بقلم أحمر:"من تضن نفسك يآ حامل الكتاب، سلم المفتاح و إلا......". كان وطأ الصدمة صعباً عليه تهديد مباشر يريدون الكتاب، تباً لهذا الكتاب فليأخذوه هو لم يعد يريد و لا يأبه به أبداً ماذا يحمل هذا الكتاب؟، قرر راشد في لحظه أنه لم يعد يهتم عاد للبيت مسرعاً أخذ الكتاب الانيق نظر له بسرعة ، ذهب للفناء الخلفي ، وضع الكتاب على الارض أمسك بعود الثقاب أشعله، رماه على الكتاب ، و رأى الكتاب الغامض أمامه يتحول لرماد، كم كان سعيدا و من فرط قرر أن يكآفئ نفسه كوب قهوة هو المكافئة المناسبة . القهوة التركية هي ما يحتاجه،و في الحال راح يطلب من الخادمة أن تصنع له قهوة تركية ، جلس على مكتبه ،أجل هو مشغول جداً إنها سنته الثانية يجب أن يجتهد. و من دون سابق إنذار دخلت مريم بإزعاجها المعتاد و صرخت:رااااااشد أيها الاحمق ما الذي يفعله كتابك الغريب هذا في الفناء الخلفي؟، خفق قلب راشد و بخوف أجابها:أي كتاب؟ أعتقد أنكِ مخطئة.ردت عليه: لا أعتقد ذلك! فلقد قرأت مقدمته لا أحد غيرك يقتني مثل هذه الكتب الغريبة .ماذا؟! قالت قرأت الكتاب؟! التفت لها راشد و صرخ فيها:لماذا قرأتيه أيتها المجنونة لماذا؟!. نظرت له بإستغراب ، و قطبت حاجبيها و استعدت للصراخ: ماذا جرى لك؟ انك تقول بأنه ليس لك لماذا تصرخ في وجهي؟. أجابها: أعطيني هذا الكتاب بسرعة!.مدت له الكتاب بغضب و همت للخروج و لكنه استوقفها:مريم انتظري .نظرت له بهدوء و لا زالت غاضبة و جلست على الاريكة .نظر للكتاب يريد أن يتأكد بأنه هو!، لا شك في ذلك انه نفسه الكتاب الأحمق الكتاب الذي لم يستطع أن يتخلص منه . أشاح وجهة عن الكتاب متضايقاً و التفت بهدوء إلى أخته و قال: أعتذر عن إنفعالي ، ما الذي قرأتيه من الكتاب؟، نظرت له بإستغراب: لا تقل لي بأنك تصدق هذه التفاهات ،كتاب عجيب و أسطورة و حامل كتاب انها مجرد خرافات .نظر لها راشد و بجدية: مريم استمعي الي جيداً لا اعرف مدى حقيقة ما كتب و لكن هناك من يهدد حياتي بسبب هذا الكتاب ، لقد حاولت التخلص منه صدقيني و لكن و لكن!. صمت و فهو لا يستطيع الاكمال ، نظرت له مريم بخوف :و لكن ماذا؟ ماذا تقــ. و فجأءة اقتحمت الخادمة الغرفة قائلتاً:سيدي قهوتك.نظر للخادمة لقد كان فيها شيئاً مريباً لم يرتح لها ابداً. أخذ قهوته و طلب منها الخروج .عاد و نظر لأخته و قال :ما رأيكِ أن نأخذ جولة بالسيارة. نظرت له بإستخفاف:أنت مجنون!. تجهم وجهه و نظر لها بجدية و قال:هيا الجو جميل اليوم . كادت تضحك عليه لولا جدية الموقف ردت عليه بتبسم:حسناً ، انتظر سوف البس عبائتي و الحق بك. ابتسم قائلاً : انتظرك في السيارة. انتظر ما يقارب الخمس دقائق حتى دخلت مريم في المقعد المجاور بهدوء غير معتاد و بتوتر قالت:تحدث.تنهد بقلق و قال: حسنناً بدأ الأمر بمقابلة غريبة في المكتبة و. فجأة صمت لأنه رأى الخادمة تراقب من خلف الحائط . نظرت له أخته :راشد ماذا دهاك أكمل .نظر من مرأة السيارة قائلاً: لا لن ينفع هنا يجب أن نذهب لمكان بعيد لا تلتفتي خلفكِ الخادمة أنا أشك بها. نظرت له مريم بإستغراب: من ميري إنها فتاة مسكينة و . لكنها صمتت حينما وجدت أن أخيها قد انطلق مسرعاًو قالت: راشد ماذا أصابك هل الوضع سئ لهذه الدرجة؟. زفر بضيق:انتظري و سوف تعرفين كل شئ ،هل الكتاب معك؟، ردت بإستغراب و هي تنظر للكتاب:أجل!.توقف عند الشاطئ و قال: هل تريدين كوب شاي ؟.نظرت له بسخرية:أريد مشروباً غازية لو سمحت . ضحك و ذهب للكشك الصغير اشترى المشروب الغازي لها و قهوة فورية التحضير له.عاد للسيارة وجدها تتأمل الكتاب بضيق.نظرت له بملل: هذا الكتاب لا يعجبني؟. نظر لها بهدوء: و منذ متى كانت تعجبكِ الكتب؟!.أجابته بهدوء بعدما سحبت منه مشروبها: أكمل.نظر لها و راح يسرد كل ما حدث له بالتفاصيل الممله.انهى كلامه و تنهد تنهيدة عميقة مليئة بالتعب. نظرت له أخته بإستغراب انها متعجبه ! تارة تنظر له و تارة تنظر للكتاب فعقلها لا يستوعب هذا الكم من المصائب . و اخيراً نطقت: ان هذا غريب فعلاً و لكن هل فكرت بإكمال الكتاب؟!. أجابها بتعب: لا لم أفعل و لا أريد أن أفعل يكفيني ما حدث . لمعت عيناها و كأن فكرة قفزت بجنون في وجهها نظر لها و هو يعرف تماماً ما يجول في خاطرهافهذه الفتاة متهورة و قالت و الحماس يكاد يلتهمها:لنفعل هذا الآن. نظر لها بتعجب و قال: هنا؟ و لكن قد نكون مراقبين !، أجابته بحماس لا لن يحدث شيئاً. كلاهما يعرف أن الفأس وقعت في الرأس و ان حياتهما بخطر لماذا لا يكملان قرائة الكتاب؟ فمريم كانت تبحث عن المغامرة اما راشد فكان يشعر انه قد حُمل هماً ثقيلاً. امسكت مريم بالكتاب و تجاوزت المقدمة، و راحت تقرأ بصوت عالي و راشد يستمع لها: عزيزي القارئ بعد قرائتك لهذه المقدمة أنت الآن حملت على عاتقك مسؤولية ثقيلة، أولاً يجب أن تعرف ما هو وادي الملوك؟ حسناً دعني أحكي لك حكاية قديمة ، في قديم الزمان عندما كان العالم عبارة عن ٨ ممالك فقط وجد أحد الرعاة عن طريق الصدفه كنز ثمين ، كان هذا الكنز عبارة عن جوهرة تحمل في داخلها قوة عظيمة قوة يمكن أن تدمر العالم ، أخذ الراعي الجوهرة للملك الذي يحكم الدولة الثامنة ليأخذ مقابلها المال، و عندما علم الملك بقوة الجوهرة أصابه الجشع و اراد أن يستغل قوتها ليحكم العالم ، و لكن عندما علم باقي ملوك العالم بهذه الجوهرة قرروا أن يقفوا بوجههة ، و بالفعل تغلبوا عليه فهو لم يكشف سر الجوهرة ، أخذوها منه و لكي لا تتكرر حادثة الملك ذاك، تجمع ملوك العالم في كهف صغير مخبأ في وادي شهيق و هناك قرروا أنهم يجب أن يخبؤوا هذه الجوهرة لأنها قد تجلب الدمار للعالم، و خبئوا الجوهرة في صندوق قوي لا يفتح الا بمفتاح وضعوا الصندوق في الكهف و اغلقوا الكهف بحجارة جبارة لا تكسر بسهولة و خبؤوا هذا السر ، وقرروا انه يجب ان يدونوا ما حدث و بذلك حضر الجلسة تلك الملوك السبع و ايضاً وزير المملكة الاولى و لأن هذا الوزير كان رجلاً ذا ثقة و هو من اقترح عليهم هذا الاقتراح قرروا ان يكون هو حامل المفتاح و كان هناك أنا العبد الفقير إلى الله، لا تسألني من اكون هل انا الوزير ام انا احد الملوك او اي شخص اخر انا لن اخبرك ، اختبأ هذا السر لسنوات طوال ، و لكن بطريقة ما صار الناس يتهامسون حول هذا السر ، ففكرت انه آن الاوان أن تخوض يا حامل الكتاب هذه المغامرة و تبحث عن الجوهرة و تدمرها و بالطبع لا تنسى ان تدون الاحداث من بعدي . توقفت عن القرائة و هي تنظر لأخيها بإستفهام و قالت: هل هذا يعني أن هذا الكتاب غير مكتمل؟.قال لها: لا أعلم!. أكملت القرائة ، مرحباً أنا الحامل الثاني للكتاب .توقفت عن القرائة مجدداً و نظرت نحو أخيها مجدداً، و الذي نظر لها باستغراب هناك أكثر من كاتب للكتاب ماذا يعني هذا الى ماذا يريدون ان يوصلوا و الى أين سوف يأخذوننا؟!...
وصفات طبيعية لجعل شعرك أكثر جمالًا
شعر جميل هو جوهر الجمال والثقة بالنفس. يعكس حالة صحتنا العامة وعنايةنا بأنفسنا. إذا كنتِ تتساءلين عن كيفية الحفاظ على شعركِ ناعم ولامع وصحي، فأنتِ في ...
الإيكيغاي: كشف غموض هدف الحياة والإشباع لرحلة ذات معنى
تعيش الحياة على مراحلها مليئة بالتساؤلات حول معنى الوجود وهدف الحياة. يسعى الكثيرون إلى إيجاد الإشباع والسعادة من خلال الاكتشاف الدائم للهدف والمعنى ا...
كايزن: السعي المستمر نحو التحسين والتطوير
ما هو الكايزن؟الكايزن هو نهج لخلق التحسين المستمر استنادًا إلى فكرة أن التغييرات الإيجابية الصغيرة المستمرة يمكن أن تجلب تحسينات كبيرة. وعادةً ما يعتم...
اتجاهات التغذية والأساطير الغذائية
مقدمة: توجيه الأضواء نحو اتجاهات وخرافات التغذيةإتجاهات التغذية والأفكار الخاطئة: نفصل الحقيقة عن الخيالإن الصحة والتغذية هما جزء أساسي من حياتنا اليو...