أيُّهما هو الحقيقة: الواقعُ الذي نظنُّ أنَّنا نعيشُه، أَمِ الحُلمُ الذي نَحسَبُه طَوقَ نجاةِ أنفسِنا مِن أثقالِ الدنيا؟ وماذا لو كانَ الحُلمُ يُنبِئُ بدمارِ العالَم؟! في هذه القصة، يأخذُنا هربرت جورج ويلز في حَبْكةٍ جديدةٍ حولَ هذِهِ الأفكارِ مِن خلالِ قِصةٍ عنْ «أحلام مستقبلية» مُستمِرَّة، ومُترابِطة، ونابِضةٍ بالحياة، تُمِيطُ اللِّثامَ — فيما يَبدو — عنْ أحداثٍ تَقعُ بعدَ عشرات السنينَ. قصةُ «حلمٌ بمعركة هرمجدون» هي مثالٌ على أسلوبِ ويلز البارعِ في الكتابةِ ورُؤيتِهِ المستقبلية. فها هي قصةٌ عنْ زمانِنا كُتِبتْ مُنذُ أكثرَ مِن قرنٍ مضى.
هربرت جورج ويلز: أديبٌ ومُفكِّرٌ إنجليزي، يُعَدُّ الأبَ الرُّوحيَّ لأَدبِ الخيالِ العلمي. كان ويلز غزيرَ الإنتاجِ في العديدِ من صُنوفِ الأدب، ومِن بَينِها الرِّوايَة، والقِصةُ القصيرة، والأعمالُ التاريخية والسياسية والاجتماعية؛ لكنْ ذاعَ صِيتُهُ ولا نَزالُ نَتذكَّرُهُ حتى اليَومِ مِن خِلالِ رِواياتِ الخيالِ العلميِّ التي كَتبَها، وأهمُّها «آلة الزمن». نَشرَ ويلز أُولى رِوايَاتِهِ المُسمَّاةَ ﺑ «آلة الزمن» عامَ ١٨٩٥م، وقد أَحدَثتْ ضجةً كُبرى وَقتَها في الأوساطِ الثقافية، كما لاقَتْ نجاحًا جماهيريًّا كبيرًا، ثم تَتابعَتْ أعمالُه فَقدَّمَ بَعدَ ذلكَ «جَزيرةُ الدكتور مورو» و«حَربُ العَوالِم» وغَيرَهما، التي حملتْ بعضًا مِن فلسفتِهِ وأفكارِه، وأَظهرَتْ توقُّعاتِهِ لِعالَمِ المُستقبَل. رُشِّحَ ويلز لنَيلِ جائزةِ نُوبِل في الأَدبِ أربعَ مرَّات. وَمَعَ قِيامِ الحربِ العالَميةِ الثانيةِ أَصبحَتْ وِجهَةُ نَظرِ ويلز تِجاهَ مُستقبَلِ البَشريةِ أكثرَ تشاؤمًا. تُوفِّيَ ويلز عامَ ١٩٤٦م، بَعدَ أنْ خَلَّدَ اسْمَهُ في الأدبِ العالَميِّ بِوصفِهِ أَحدَ رُوَّادِه.