«ونستطيع التمييز بين ثلاثةِ جوانبَ للآثار البنَّاءة للخطاب؛ فالخطاب يُسهم «أولًا»، وقبل كل شيء، في بناءِ ما أشرنا إليه بعدة صور مثل «الهُوِيات الاجتماعية» و«مواقع الذوات» … والخطاب يساعد «ثانيًا» في بناء علاقات اجتماعية بين الناس. كما يُسهم «ثالثًا» في بناء نُظم المعرفة والعقيدة. وهذه الآثار الثلاثة تتفق مع وظائف اللغة وأبعاد المعنى الثلاثة على الترتيب، وهي التي تتعايش وتتفاعل في كل خطاب.»يجمع هذا الكتاب بين النظرية الاجتماعية وعلم اللغة؛ ليوضِّح كيف يُمكِن لدراسة اللغة أن تأخذ في الاعتبار قضايا البِنية الاجتماعية والتغيير، مثل علاقة القوة والأيديولوجيا، فيقدِّم مراجَعة مُوجَزة ونقدية لأساليب تحليل الخطاب ونتائجه، ويناقش العملَ الوصفي للُّغويين ومُحلِّلي المحادَثة، بالإضافة إلى عمل «ميشيل فوكو» الأكثر توجُّهًا من الناحية التاريخية والنظرية، كما يضع الخطابَ في سياقٍ أوسعَ للعلاقات الاجتماعية؛ يَجمع بين تحليل النص، وتحليل عمليات إنتاج النص وتفسيره، والتحليل الاجتماعي لحدَث الخطاب، فضلًا عن توسيع فكرة الخطاب لتشمل الأشكالَ الرمزية الأخرى، مثل الصور البصرية والنصوص التي تَجمع بين الكلمة والصورة، كما هي الحال في الإعلانات.
نورمان فيركلف: أكاديمي بريطاني بارز متخصِّص في اللسانيات واللُّغويات، يتولَّى منصبَ أستاذ فخري في اللسانيات في قسم اللُّغويات بجامعة لانكستر. حصل على درجة الدكتوراه من جامعة البورك عام ٢٠٠٤م، كما نال الدكتوراه الفخرية من جامعة يوفاسكولا بفنلندا، ومن أبرز مؤلَّفاته: «اللغة والسُّلطة» (١٩٨٩م)، و«الخطاب والتغيير الاجتماعي» (١٩٩٢م)، و«تحليل الخطاب النقدي» (١٩٩٥م)، و«الخطاب في أواخر الحداثة» (١٩٩٩م)، و«اللغة والعولمة» (٢٠٠٦م).