غارةٌ غريبةٌ مِن نَوعِها شَهِدَها الساحلُ الفَرَنسيُّ مِن مخلوقاتٍ مُخيفةٍ تُشبِهُ الرأسقدميات، لها لوامسُ طويلة، وعيونٌ كبيرة، وتُشبِهُ الوُجوهَ المُشوَّهة، دفَعَها الجُوعُ إلى تَركِ أعماقِ البِحارِ لتتغذَّى على المُصطافِينَ والمَلَّاحِين، وتَتركَ بقايا جُثثِهم على الشَّواطئِ لتُثيرَ الرُّعبَ في النُّفوس. فكيف يُمكِنُ صَدُّ هجماتِ هذه المخلوقاتِ المُقزِّزةِ التي تَقتاتُ على اللحمِ البشري، معَ عدمِ تَوافُرِ أيِّ معلوماتٍ عِلميةٍ عنها؟ اقرَأ القصةَ المثيرةَ لتَعرفَ المزيدَ عن تلك المخلوقاتِ العجيبة، وما ستَئُولُ إليه الأمور.
هربرت جورج ويلز: أديبٌ ومُفكِّرٌ إنجليزي، يُعَدُّ الأبَ الرُّوحيَّ لأَدبِ الخيالِ العلمي. كان ويلز غزيرَ الإنتاجِ في العديدِ من صُنوفِ الأدب، ومِن بَينِها الرِّوايَة، والقِصةُ القصيرة، والأعمالُ التاريخية والسياسية والاجتماعية؛ لكنْ ذاعَ صِيتُهُ ولا نَزالُ نَتذكَّرُهُ حتى اليَومِ مِن خِلالِ رِواياتِ الخيالِ العلميِّ التي كَتبَها، وأهمُّها «آلة الزمن». نَشرَ ويلز أُولى رِوايَاتِهِ المُسمَّاةَ ﺑ «آلة الزمن» عامَ ١٨٩٥م، وقد أَحدَثتْ ضجةً كُبرى وَقتَها في الأوساطِ الثقافية، كما لاقَتْ نجاحًا جماهيريًّا كبيرًا، ثم تَتابعَتْ أعمالُه فَقدَّمَ بَعدَ ذلكَ «جَزيرةُ الدكتور مورو» و«حَربُ العَوالِم» وغَيرَهما، التي حملتْ بعضًا مِن فلسفتِهِ وأفكارِه، وأَظهرَتْ توقُّعاتِهِ لِعالَمِ المُستقبَل. رُشِّحَ ويلز لنَيلِ جائزةِ نُوبِل في الأَدبِ أربعَ مرَّات. وَمَعَ قِيامِ الحربِ العالَميةِ الثانيةِ أَصبحَتْ وِجهَةُ نَظرِ ويلز تِجاهَ مُستقبَلِ البَشريةِ أكثرَ تشاؤمًا. تُوفِّيَ ويلز عامَ ١٩٤٦م، بَعدَ أنْ خَلَّدَ اسْمَهُ في الأدبِ العالَميِّ بِوصفِهِ أَحدَ رُوَّادِه.