إن مفاهيمَ الأعدادِ هي اختراعٌ بَشري، مَثلُها في ذلك مَثلُ العَجلة؛ اختُرعَت وطُوِّرَت على مدارِ آلافِ الأعوام. ولمَّا كانت الأعدادُ منقوشةً في ماضينا وفي حاضرِنا؛ فهي تُشكِّلُ إدراكَنا للعالَمِ ولأنفسِنا بقدرٍ أكبرَ مما نظنُّ في أغلبِ الأحيان. وهذا الكتابُ هو وصفٌ شاملٌ للدَّورِ الجذريِّ الذي قامت به الأعدادُ في تعزيزِ القدراتِ الإدراكيةِ للإنسان وإشعالِ ثورةِ الحضارةِ البشرية. يجمعُ المؤلِّفُ بين العديدِ من الرُّؤى الجديدةِ في علمِ النفسِ وعلمِ الإنسانِ وعلمِ الرئيساتِ واللُّغوياتِ وغيرِها من المجالات، لتفسيرِ ذلك العددِ الهائلِ من السلوكياتِ البشريةِ وأنماطِ التفكيرِ التي أتاحَتها لنا الأعداد، بدايةً من تصوُّرِ الوقتِ بطُرقٍ جديدة، وحتى تيسيرِ تطوُّرِ الكتابةِ والزراعةِ وغيرِهما من مَظاهرِ تقدُّمِ الحضارة، فلولا الأعدادُ لَمَا كان العالَمُ ليصبحَ على الحالِ التي نعرفُه بها اليوم.
كيليب إفِريت: أستاذٌ مساعدٌ في الأنثروبولوجيا بجامعةِ ميامي، التي يعملُ بها منذ حصولِه على درجةِ الدكتوراه في عامِ ٢٠٠٧. تُركِّزُ أبحاثُه على اللُّغةِ والتفكيرِ والثقافة. نَشرَ ما يزيدُ على عشرينَ مقالًا في مجالِ اللُّغوياتِ والأنثروبولوجيا والعلومِ الإدراكية. ومن أهمِّ كتبِه كتاب «النِّسبية اللُّغوية».