ثلاثةُ فُرسانٍ يَضِلِّونَ الطريقَ في وادٍ مُقفِرٍ شاسعٍ بحثًا عنْ هاربةٍ مجهولة؛ إلَّا أنَّ القَدَرَ يَقذِفُ بِهِم وَسْطَ وادٍ مُترامِي الأطرافِ لِيَقعوا فريسةً لعناكِبَ ضخمةٍ تَنسجُ خُيوطَها وتُحكِمُ شِباكَها حولَهُم. يَدخلُ الفُرسانُ الثلاثةُ في معركةٍ حاميةٍ معَ العناكِبِ الشَّرِسة، وفي هذه الأثناءِ تتغيَّرُ أمورٌ كثيرة! تُرَى هل سيَنجُو الثلاثةُ من وادي العناكِبِ الرهيب؟ وهل سيتمكَّنونَ مِنَ اللَّحاقِ بالهاربة؟ أم سيَكتفُونَ مِن المُطارَدةِ بالعودةِ سالِمِين؟ وهل سيعودونَ جميعًا، أم سيَكونُ مِنهُمُ الهالِكُ ومِنهُمُ الناجي في تلك المَعركةِ المُخِيفة؟!
هربرت جورج ويلز: أديبٌ ومُفكِّرٌ إنجليزي، يُعَدُّ الأبَ الرُّوحيَّ لأَدبِ الخيالِ العلمي. كان ويلز غزيرَ الإنتاجِ في العديدِ من صُنوفِ الأدب، ومِن بَينِها الرِّوايَة، والقِصةُ القصيرة، والأعمالُ التاريخية والسياسية والاجتماعية؛ لكنْ ذاعَ صِيتُهُ ولا نَزالُ نَتذكَّرُهُ حتى اليَومِ مِن خِلالِ رِواياتِ الخيالِ العلميِّ التي كَتبَها، وأهمُّها «آلة الزمن». نَشرَ ويلز أُولى رِوايَاتِهِ المُسمَّاةَ ﺑ «آلة الزمن» عامَ ١٨٩٥م، وقد أَحدَثتْ ضجةً كُبرى وَقتَها في الأوساطِ الثقافية، كما لاقَتْ نجاحًا جماهيريًّا كبيرًا، ثم تَتابعَتْ أعمالُه فَقدَّمَ بَعدَ ذلكَ «جَزيرةُ الدكتور مورو» و«حَربُ العَوالِم» وغَيرَهما، التي حملتْ بعضًا مِن فلسفتِهِ وأفكارِه، وأَظهرَتْ توقُّعاتِهِ لِعالَمِ المُستقبَل. رُشِّحَ ويلز لنَيلِ جائزةِ نُوبِل في الأَدبِ أربعَ مرَّات. وَمَعَ قِيامِ الحربِ العالَميةِ الثانيةِ أَصبحَتْ وِجهَةُ نَظرِ ويلز تِجاهَ مُستقبَلِ البَشريةِ أكثرَ تشاؤمًا. تُوفِّيَ ويلز عامَ ١٩٤٦م، بَعدَ أنْ خَلَّدَ اسْمَهُ في الأدبِ العالَميِّ بِوصفِهِ أَحدَ رُوَّادِه.