يُقدِّمُ لنا «زكريا مهران» في هذا الكتابِ مُلخَّصًا عامًّا عن مراحلِ تطوُّرِ البنوكِ المركزيةِ عبرَ العُصورِ التاريخيةِ المُختلِفة؛ بدايةً من العُصورِ القَديمة، وصولًا إلى العصرِ الحديث، مُمثِّلًا بأهمِّ البنوكِ الأجنبية، لا سيَّما في إنجلترا، وفرنسا، وألمانيا، وروسيا، والولاياتِ المتَّحدةِ الأمريكية؛ وذلكَ بغرضِ التعرُّفِ على أنظمةِ هذهِ البنوكِ وطرُقِ إدارتِها. ويَعرِضُ المؤلِّفُ بإيجازٍ أبرَزَ الوظائفِ التي يَضطلِعُ بها البنكُ المركَزي، ويَعرِضُ كذلكَ المُحاوَلاتِ التي بُذِلتْ من قِبَلِ الحكومةِ المصريةِ أو الأفرادِ في سبيلِ تأسيسِ أولِ بنكٍ مركَزيٍّ مِصري، والتي بدَأتْ منذُ عهدِ «محمَّد علي» باشا الكبير. كما يُحدِّثُنا عن المشروعِ الذي تقدَّمَ به للحكومةِ المِصريةِ لأجلِ تحويلِ البنكِ الأهليِّ المصريِّ إلى بنكٍ مركَزي. ويختمُ ببيانِ الأَسبابِ التي دعَتْ لإنشاءِ البنكِ المركَزيِّ الدَّولي، والصندوقِ المُشترَك، والبنكِ الدَّوليِّ للإنشاءِ والتعمير.
زكريا مهران: ماليٌّ حقوقيٌّ مِصْري، تخرَّجَ في مدرسةِ الحُقوقِ بالقاهرةِ عامَ ١٩٢٠م، وعملَ بالمحاماة، ثمَّ انصرفَ إلى الاقتصادِ فعملَ مع «طلعت حرب» في بنكِ مصرَ وشركاتِه قبلَ أن يُعيَّنَ عضوًا في مجلسِ الشُّيوخ. من أهمِّ مُؤلَّفاتِه «مُوجَز النقودِ والسياسةِ النقديَّة»، و«التارِيخ يُفسِّرُ التضخُّمَ والتقلُّص». تُوفِّي بالقاهرةِ عامَ ١٩٤٩م بشكلٍ فُجائيٍّ أثناءَ إحدى جلَساتِ المَجلس.