بعد أن تصل الحضارة إلى أوج ازدهارها، يعمُّ الطاعون أرجاء العالم؛ فيُرى المصابون وقد اصطبغت وجوههم باللون القرمزي، ثم يموتون بعد ذلك في غضون ساعة أو أقل. على الرغم مما حقَّقته البشرية من إنجازات، فقد وقفت مكتوفة الأيدي أمام هذا الوباء ولم تستطع له دفعًا. تلاشى كل ما عرفه البشر من مظاهر الحياة التي ألِفوها وحسبوا أنها من المُسلَّمات، وكاد الطاعون القرمزي يُفني البشرية جمعاء، لكن القدَر كتب النجاة لعدد قليل منهم. أمَّا الحضارة، فقد انهارت تمامًا، وارتدَّ هؤلاء الناجون إلى حياة الهمجية البدائية التي عاشها أسلافهم من آلاف السنين. في هذه القصة، نشاهد البشر وحضارتهم بأكملها في مواجهة كائن دقيق يكشف عن غرائزهم الأولى ويُجردهم من زخرف الحضارة والتمدُّن، فلمن تكون الغلبة؟ لقد تمكن البشر من بناء هذه الحضارة في المرة الأولى، فهل يتمكَّنون من بنائها مرةً أخرى؟ إنها تلك القصة القديمة التي لا تزال تفاصيلها قابلة لأن تتحقق واقعًا ملموسًا في عالمنا المعاصر.
جاك لندن: مؤلِّف وصحفي وناشط اجتماعي أمريكي، وُلِدَ في ١٢ يناير عام ١٨٧٦. كان «جاك» من أوائل مؤلِّفي الأدب الروائي الذين حققوا شُهرة عالمية وثروة طائلة من كتاباتهم. عُرِفَ عنه أنه كان مدافِعًا شرسًا عن الاشتراكية وتكوين النقابات وحقوق العُمَّال، وكتبَ العديد من الأعمال القوية التي تناولت هذه الموضوعات.