تُخبِرُنا هذه القصةُ عن رجلٍ قابَلَ الرَّاويَ مُصادَفةً وكشفَ له جانبًا مِن حياةِ العَجزِ التي يَحياها. لَقدْ أخبَرَه بأنَّه أفنَى عُمرَهُ وأنفَقَ مالَه لاهِثًا وراءَ حُلمِ صُنعِ الألماسِ وإنتاجِهِ بكَمِّياتٍ هائِلة؛ وفي سبيلِ ذلكَ باعَ كلَّ ما يَملك، وعمِلَ في أحقَرِ الأعمالِ وأغرَبِها، بَلِ اضْطُرَّ أيضًا إلى التَّسوُّل. وفي اليومِ نفْسِه الذي تحقَّقَ فِيهِ أملُه وأوشكَتْ تَجرِبتُه على النجاح، واجَهَ مُنعطَفًا بائسًا دفَعَه إلى الهَرب، حامِلًا حولَ عُنقِه مَاساتِهِ الثَّمِينة، التي عجَزَ عَن بَيعِها أو التخلُّصِ منها. تُرَى هلْ كانَ الرَّجلُ صادِقًا، أمْ أنَّه اختلَقَ هذِهِ القصةَ على سبيلِ الاحْتِيال؟
هربرت جورج ويلز: أديبٌ ومُفكِّرٌ إنجليزي، يُعَدُّ الأبَ الرُّوحيَّ لأَدبِ الخيالِ العلمي. كان ويلز غزيرَ الإنتاجِ في العديدِ من صُنوفِ الأدب، ومِن بَينِها الرِّوايَة، والقِصةُ القصيرة، والأعمالُ التاريخية والسياسية والاجتماعية؛ لكنْ ذاعَ صِيتُهُ ولا نَزالُ نَتذكَّرُهُ حتى اليَومِ مِن خِلالِ رِواياتِ الخيالِ العلميِّ التي كَتبَها، وأهمُّها «آلة الزمن». نَشرَ ويلز أُولى رِوايَاتِهِ المُسمَّاةَ ﺑ «آلة الزمن» عامَ ١٨٩٥م، وقد أَحدَثتْ ضجةً كُبرى وَقتَها في الأوساطِ الثقافية، كما لاقَتْ نجاحًا جماهيريًّا كبيرًا، ثم تَتابعَتْ أعمالُه فَقدَّمَ بَعدَ ذلكَ «جَزيرةُ الدكتور مورو» و«حَربُ العَوالِم» وغَيرَهما، التي حملتْ بعضًا مِن فلسفتِهِ وأفكارِه، وأَظهرَتْ توقُّعاتِهِ لِعالَمِ المُستقبَل. رُشِّحَ ويلز لنَيلِ جائزةِ نُوبِل في الأَدبِ أربعَ مرَّات. وَمَعَ قِيامِ الحربِ العالَميةِ الثانيةِ أَصبحَتْ وِجهَةُ نَظرِ ويلز تِجاهَ مُستقبَلِ البَشريةِ أكثرَ تشاؤمًا. تُوفِّيَ ويلز عامَ ١٩٤٦م، بَعدَ أنْ خَلَّدَ اسْمَهُ في الأدبِ العالَميِّ بِوصفِهِ أَحدَ رُوَّادِه.