على مَرِّ العصورِ بحثَ الفلاسفةُ وعلماءُ النفسِ عن معنى السَّعادة، وطريقةِ الوصولِ إليها. وفي هذا الكتابِ يتناولُ المؤلِّفُ الدكتور «يوسف مراد» أمورًا مثل تعريفِ السَّعادة، وكيف يتعرَّفُ الإنسانُ على كوامنِ نفسِه ليصلَ بها إلى تلك السعادةِ المنشودة. ثُم يُبحرُ الكتابُ في موضوعاتٍ مثلَ علمِ الصحةِ العقليةِ وفوائدِه، ويُناقشُ النُّفوسَ المريضةَ وأنواعَها، وتأثيرَ البيئةِ في نُشُوءِ الانحرافاتِ النفسية، وتعريفَ المرضِ النفسيِّ بوجهٍ عام، وطُرقَ العلاجِ، مَصحوبةً بأهمِّ مدارسِ العلاجِ النَّفسي، وعواملَ الشفاءِ التي يجبُ توفيرُها للمريض. يُقدِّمُ الكتابُ بذلك مُوجزًا وافيًا، لغيرِ المتخصِّصين، بأسلوبٍ سهلٍ وجذَّاب.
يوسف مراد: هو واحدٌ من أبرزِ علماءِ النفسِ العرب؛ حيثُ اعتبرَهُ الكثيرُ منهم فيلسوفًا ومُنظِّرًا للمذهبِ التكامُليِّ في علمِ النفس. وُلدَ يوسف مراد في القاهرةِ عامَ ١٩٠٢م، وأتمَّ الدراسةَ الابتدائيةَ والثانويةَ بمدارسِ «الفرير» الفرنسية، وحصل على البكالوريا، ثم عملَ مُدرِّسًا بمدارسِ العائلةِ المقدَّسةِ من عامِ ١٩٢٣م إلى ١٩٢٦م. تخرَّجَ في قسمِ الفلسفةِ بكليةِ الآدابِ عامَ ١٩٣٠م، وسافَرَ في بعثةٍ إلى فرنسا عامَ ١٩٣١م، وحصل على شهادةِ الدراساتِ العُليا في علم النفسِ والأخلاقِ والاجتماعِ وتاريخِ الفلسفة، ثمَّ حصل على درجةِ الدكتوراه بمرتَبةِ الشرفِ عامَ ١٩٤٠م. عادَ يوسف مراد إلى مصرَ عقبَ حصولِه على الدكتوراه، وقام بتدريسِ علمِ النفسِ باللغةِ العربيةِ لأولِ مرةٍ في الكليةِ بديلًا للمُدرسِ الفرنسي؛ وذلكَ باعتبارِه أولَ عضوِ بعثةٍ في الجامعاتِ المصريةِ يعودُ إلى مصرَ بعد حصولِه على الدكتوراه من فرنسا. أشرفَ يوسف مراد على عدَّةِ رسائلَ للماجستيرِ والدكتوراه، وألقى مجموعةً من المحاضَراتِ بالجمعيةِ الجغرافيةِ بالقاهرة، وقام بتأسيسِ جماعةِ علمِ النفسِ التكامُليِّ عامَ ١٩٤٥م، ومجلةِ علمِ النفس، ونشَرَ بحوثًا للأساتذةِ ولطلبةِ الدراساتِ العُليا بالعربيةِ والإنجليزيةِ والفرنسية. كتَبَ العديدَ من المؤلَّفات، منها: كتابُ «سيكولوجية الجنس»، و«دراسات في التكامل النفسي»، و«شفاء النفس». تُوفِّيَ عامَ ١٩٦٦م.