«هذه الفصول التالية هي «محاولات» لا أكثر ولا أقل، وكما هو الشأن في كل محاولة قد يكون النجاح أو الخيبة نصيبَها، فقد تناولت موضوعات كثيرة كانت معالجتها المألوفة الماضية إما أدبية وإما وعظية، فعالجتها من الناحية السيكلوجية. وتحدثت عن الموسيقى والأدب والعائلة والإجرام والمجتمع واللغة، وحاولت أن أتعمق الأصول التي تصوغ أو توجِّه أو تحرف هذه الأشياء وأمثالها. وهذا الكتاب هو — كما قلت — محاولة أكشف بها عن بعض الجروح السيكلوجية، أو أشير بها إلى علاج تجريبي أو أوضح بها ما خفي من العلل التي أثمرها الظلم والظلام. وإني أرجو القارئ أن يقرأه على أنه «محاولة» فقط. وأن يشاركني في التفكير في العلاج».
سلامة موسى: مفكر مصري كبير، وأحد أهم المؤثِّرين في الفكر العربي والمصري في القرن العشرين، ويَعُده الكثيرون أول مَن دعا للاشتراكية في الوطن العربي. وُلد «سلامة موسى» عام ١٨٨٧م بإحدى قرى الزقازيق، والتحق بالمدرسة الابتدائية القبطية، ثم انتقل بعدها إلى القاهرة ليلتحق بالمدرسة التوفيقية، ثم المدرسة الخديوية، وحصل على شهادة البكالوريا عام ١٩٠٣م. أتاحت له فترة الإقامة في فرنسا (١٩٠٦–١٩٠٩م) التعرُّف على رموز الفكر والفلسفة في أوروبا، فاطَّلع على أعمال «ماركس» و«فولتير»، وتأثَّر تأثرًا كبيرًا ﺑ «نظرية التطور» (أو «النشوء والارتقاء») وبصاحبها «تشارلز داروين»، كما اطَّلع خلال سفره على آخِر ما توصَّلت إليه علوم المصريات، ثم انتقل إلى إنجلترا لدراسة القانون. انضمَّ إلى جمعية العقليين والجمعية الفابية الاشتراكية، وفيها تعرَّف على المفكر الكبير «جورج برنارد شو». عاد إلى مصر عام ١٩١٠م، وأصدر كتابه «مقدمة السوبرمان» الذي كان أول نافذة يتعرَّف من خلالها المجتمعُ الثقافي المصري عليه، ثم كان كتاب «نشوء فكرة الله» الذي نقل فيه أفكار الكاتب الإنجليزي «جرانت ألين» ونقْدَه للفكر الديني. ﻟ «سلامة موسى» أكثر من أربعين كتابًا، من أهمها: «أحاديث الشباب»، و«أحلام الفلاسفة»، و«الإنسان قمة التطور»، و«الاشتراكية»، و«المرأة ليست لعبة»، و«حرية الفكر وأبطالها في التاريخ»، و«غاندي والحركة الهندية»، و«مصر أصل الحضارة»، و«نظرية التطور وأصل الإنسان»، و«هؤلاء علَّموني». تُوفِّي «سلامة موسى» في القاهرة عام ١٩٥٨م.