«حقًّا إن الثقة بالنفس فضيلة في كل شخصٍ يريد أن يعيش في هذه الحياة سيدًا لا مَسودًا، وحاكمًا لا محكومًا، وعزيزًا لا ذليلًا. وهي ألزمُ الفضائل لمصر في عهدها الجديد. وهي أول شرط من شروط التذكُّر؛ لأن الذاكرة ليست شيئًا آخر إلا «النفس»، فالثقة بها حياة الذاكرة، أو حياتها.»الذاكرة هي الماضي الذي عليه نستند، وهي الأساس لثقتنا في أنفسنا وخوض معارك الحياة وتأسيس العلاقات وقطعها، وتبادُل الحب والكُره وسائر مشاعر النفس، وتَدبُّر العقل وممارسة التفكير. وفي كتاب «النسيان» يُناقِش الدكتور «أحمد فؤاد الأهواني» أسرار الذاكرة وعلاقتها بشخصية الإنسان، ويُبيِّن لنا علةَ النسيان وأسبابَه العلمية وطُرقَ الحفظ وأنواعَه. وبأسلوبه السهل البسيط الذي يُشعرك أنك تقرأ قصةً أدبية يُفسِّر لنا أسباب نسيان الأحلام وذكريات الطفولة وما نعيشه في حياتنا اليومية، ويُقدِّم لنا دليلًا للتدرب على عدم النسيان أو تقوية الذاكرة عَبْر إرشاداتٍ سبعة بسيطة باستطاعة الجميع تنفيذُها والاعتيادُ عليها.
أحمد فؤاد الأهواني: فيلسوفٌ مصري كبير وأحدُ روَّاد علم النفس في مصر والعالَم العربي، أصدَر العديدَ من الكتب والمقالات، ونقَل العديدَ من أمهات الكتب الفلسفية الأجنبية إلى العربية، وشارَك في تحقيق بعض أصول الفلسفة الإسلامية. وُلد عام ١٩٠٨م. التحق بكلية الآداب في الجامعة المصرية منذ إنشائها، فدرَس الفلسفة على يد أعلامها الفرنسيِّين من أمثال «برييه» و«لالاند»، وتخرَّج فيها عام ١٩٢٩م، وعمل مدرِّسًا ثم مفتِّشًا بالمدارس الثانوية بوزارة المعارف، وحصل على الدكتوراه في أغسطس عام ١٩٤٣م، ثم عُيِّن أستاذًا للفلسفة الإسلامية في كلية الآداب عامَ ١٩٤٦م، وتدرَّج حتى أصبح رئيسًا لقسم الفلسفة عامَ ١٩٦٥م. كانت آراؤه مثيرةً دومًا للنقاش والجدل، فقد سوَّد صفحاتِ المجلات الشهيرة في عصره — من قَبيل «الرسالة» و«الثقافة» و«الكتاب» — بالكثير من مقالاتِ نقد الكتب والترجَمات الصادرة حديثًا؛ إذ قلَّما قرأ كتابًا دونَ أن يكتب رأيَه فيه ويَنتقده، واشتُهِر عنه شِدتُه في النقد، التي وصلَت إلى حدِّ التلاسُن مع العديد من النقَّاد والأدباء في ذلك الوقت. ترَك العديدَ من الآثار العلمية، أبرزها: «فَجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط» و«أفلاطون» و«الفلسفة الإسلامية» و«المدارس الفلسفية» و«خلاصة علم النفس». وشملَت ترجماته: «كتاب النفس» ﻟ «أرسطو»، و«مباهج الفلسفة» ﻟ «ويل ديورانت»، و«البحث عن اليقين» ﻟ «جون ديوي»، و«أصول الرياضيات» ﻟ «برتراند راسل»، و«العلم والدِّين في الفلسفة المعاصرة» ﻟ «إميل بوترو»، وشارَك في ترجمة «تاريخ العلم» ﻟ «جورج سارتون». وكذلك نشَر بعضَ المخطوطات، من أهمها كتاب «في الفلسفة الأولى» ﻟ «الكندي»، وكتاب «أحوال النفس» ﻟ «ابن سينا». تُوفِّي «الأهواني» في عام ١٩٧٠م.