كيف استطاعت مجموعة من الهواة غير المتفرغين مساعدة شركة استثمار في الاستمرار في تزعم السوق؟ لماذا تكرر بروكتر آند جامبل — الشركة العملاقة في مجال المستحضرات الصيدلية — دعوتها للمتحمسين من الهواة لحل معضلات علمية وفنية؟ كيف توظف شركات متشعبة الأنشطة مثل آي ستوك iStock وثريدليس Threadless مجموعة صغيرة من العاملين فحسب وتحقق مع ذلك عائدات تصل إلى ملايين الدولارات كل عام؟الإجابة أنها جميعًا تعتمد على طاقة المجموعات. كان الصحفي جيف هاو أول من تحدث عن الاستعانة بالمجموعات في مقالة نشرت في مجلة وايرد في يونيو/حزيران عام ٢٠٠٦، ويصف المصطلح عملية استغلال طاقة المجموعات على شبكة الإنترنت من أجل البناء والابتكار. والآن — في كتابه الذي نترقبه بشغف — يوضح لنا بدقة كيف صار هذا ممكنًا، كيف اتحدت التطورات الاجتماعية والتقنية والاقتصادية المعقدة لتجعل من الاستعانة بالمجموعات قوة يتعاظم تأثيرها في المزيد والمزيد من ميادين حياتنا اليومية. وإذ يوضح لنا كيف تحقق الاستعانة بالمجموعات نجاحًا تلو الآخر، يبحث عن إجابات لأسئلة مثل: لماذا يؤدي الحدس بدلًا من المعرفة العميقة إلى النجاحات الكبرى؟ ولماذا يبدو في كثير من الأحوال أن معرفة مجموعة من الهواة تفوق معرفة الخبراء المنعزلين بعضهم عن بعض؟ ولماذا تؤدي الاستعانة بالمجموعات إلى نمو الأفكار حتى تثمر نتائج مذهلة؟أصبح إسناد الأعمال إلى الجمهور جزءًا من حياتنا، سواء أدركنا ذلك أم لا. وإذا أردنا أن نستفيد من إمكانات هذا الاتجاه، فعلينا أن نفهم منشأه، وآلية عمله، والنتائج التي يؤدي إليها.
جيف هاو: محرر مشارك في مجلة وايرد يختص بعالم الفن إلى جانب موضوعات أخرى، وكان قبل الانضمام إلى مجلة وايرد محررًا قديمًا لموقع inside.com وكاتبًا في جريدة فيليج فويس. طاف جيف هاو العالم خلال السنوات الخمس عشرة التي عمل فيها بالصحافة، وأعد فيها تقارير إخبارية في موضوعات شتى بدءًا من أزمة المياه الوشيكة في آسيا الوسطى حتى عواقب تسجيل الجينات. كتب جيف في العديد من الصحف والمجلات مثل: يو إس نيوز، وويرلد ريبورب، وتايم ماجازين، وواشنطن بوست، وغيرها، ويعيش الآن مع زوجته وأولاده في بروكلين بنيويورك.