«إنها نار الحب، ودَفقة اللهفة النابضة، هَمسُ المحبِّين، والسحر الذي لا يقاوَم، الذي يجعل أقدس الرجال مجنونًا، هذا السحر الذي غنَّاه هوميروس في الإلياذة أشعَل حروبًا وأهلَك أُسَرًا حاكمة، وأسقَط ممالك، وأنتج بعضًا من أرقِّ الأدب العالمي وفنونه؛ فالناس يغنُّون للحب، يقتلون للحب، يعيشون للحب ويموتون للحب، فما سببُ كلِّ هذا السحر والشعوذة؟»ما الحب؟ ولماذا نحب؟ وماذا يحدث لنا عندما نقع في الحب؟ أسئلةٌ تبدو ظاهريًّا من دونِ أجوبة، ولكن «هيلن فيشر» قررَت البحثَ عن الأجوبة في المدوَّنات البشرية التي كُتبَت عن الحبِّ على مرِّ التاريخ، والمليئة بالكثير من الحكايات والأشعار والأساطير، التي تعكس مفهومَ الحب لدى كلِّ جماعة وطرائقَ التعبير عنه، والحالة النفسية التي يكون عليها المحبوب. كما ذهبَت إلى البحث في جسد الإنسان باعتباره مصنعَ التحوُّلات الكيميائية التي تطرأ على صاحب هذا الجسد فورَ وقوعِه في الحب، بإجرائها مسحًا على أمخاخِ أكثرَ من أربعين رجلًا وامرأة وقعوا في الحب، والتقاط ١٤٤ صورة لنشاطِ المخ لدى كلٍّ منهم، فضلًا عن دراستها ماهيةَ الحبِّ في مختلِف الثقافات والأعراق، لتكتشفَ مدى عمقِ تجذُّر الحب الرومانسي في كيمياء المخ البشري ومعمارِه، ووجودَ دلائلَ على الحب الرومانتيكي لدى معظم الشعوب، وتَصِل إلى نتائجَ مذهلة تُناقشها في هذا الكتاب المثير.
هيلين فيشر: حاصلة على الدكتوراه في الأنثروبولوجيا البيولوجية، وأستاذ أبحاث وعضو في مركز دراسات تطور الإنسان في قسم الأنثروبولوجيا بجامعة روتجرز.