احتلَّ علمُ النفسِ أهميةً قُصوى بوصفِه أحدَ أهمِّ روافدِ الحلولِ العمليةِ لمُشكلاتِ الإنسانِ مع أقرانِه، ولا سيَّما تلك المُشكلاتُ المتَّصلةُ بالعَلاقةِ بين الرجلِ والمرأةِ عمومًا، والزوجِ والزوجةِ خصوصًا، باحثًا في سعيِ الإنسانِ لتحقيقِ ما يُعرفُ ﺑ «التكيُّف النفسي والتوافُق الاجتماعي». ولأنَّ العَلاقةَ بين الرجلِ والمرأةِ — في إطارِ الزوجيةِ — أمرٌ ضروريٌّ أساسُه التوافُقُ وهدفُه المنشودُ هو الحُب؛ كان لا بدَّ من توضيحٍ وتفصيلٍ لهذه العَلاقة، وما يَعتريها من عوارضَ تُعيقُ تحقيقَ هدفِها المَرجُو. ثَمةَ أسئلةٌ تَشغلُ بالَ طرفَيِ العَلاقة، واستمرارُ العَلاقةِ مرهونٌ بالوُقوفِ على إجاباتٍ كافيةٍ عن المكنوناتِ النفسيةِ والجسديةِ لكلِّ طرف، وهذه الإجاباتُ تجعلُ الطريقَ إلى السعادةِ ممهَّدًا، وخُطَى الأقدامِ نحوَ الحبِّ ثابتة.
يوسف مراد: هو واحدٌ من أبرزِ علماءِ النفسِ العرب؛ حيثُ اعتبرَهُ الكثيرُ منهم فيلسوفًا ومُنظِّرًا للمذهبِ التكامُليِّ في علمِ النفس. وُلدَ يوسف مراد في القاهرةِ عامَ ١٩٠٢م، وأتمَّ الدراسةَ الابتدائيةَ والثانويةَ بمدارسِ «الفرير» الفرنسية، وحصل على البكالوريا، ثم عملَ مُدرِّسًا بمدارسِ العائلةِ المقدَّسةِ من عامِ ١٩٢٣م إلى ١٩٢٦م. تخرَّجَ في قسمِ الفلسفةِ بكليةِ الآدابِ عامَ ١٩٣٠م، وسافَرَ في بعثةٍ إلى فرنسا عامَ ١٩٣١م، وحصل على شهادةِ الدراساتِ العُليا في علم النفسِ والأخلاقِ والاجتماعِ وتاريخِ الفلسفة، ثمَّ حصل على درجةِ الدكتوراه بمرتَبةِ الشرفِ عامَ ١٩٤٠م. عادَ يوسف مراد إلى مصرَ عقبَ حصولِه على الدكتوراه، وقام بتدريسِ علمِ النفسِ باللغةِ العربيةِ لأولِ مرةٍ في الكليةِ بديلًا للمُدرسِ الفرنسي؛ وذلكَ باعتبارِه أولَ عضوِ بعثةٍ في الجامعاتِ المصريةِ يعودُ إلى مصرَ بعد حصولِه على الدكتوراه من فرنسا. أشرفَ يوسف مراد على عدَّةِ رسائلَ للماجستيرِ والدكتوراه، وألقى مجموعةً من المحاضَراتِ بالجمعيةِ الجغرافيةِ بالقاهرة، وقام بتأسيسِ جماعةِ علمِ النفسِ التكامُليِّ عامَ ١٩٤٥م، ومجلةِ علمِ النفس، ونشَرَ بحوثًا للأساتذةِ ولطلبةِ الدراساتِ العُليا بالعربيةِ والإنجليزيةِ والفرنسية. كتَبَ العديدَ من المؤلَّفات، منها: كتابُ «سيكولوجية الجنس»، و«دراسات في التكامل النفسي»، و«شفاء النفس». تُوفِّيَ عامَ ١٩٦٦م.