يتملكنا جميعًا القلقُ إزاء إصدار الآخرين أحكامَهم علينا؛ فتغريدةٌ واحدة حمقاء يُمكن أن تُدمِّر مسيرةً مهنية كاملة، وصورةٌ طائشة واحدة قد تهدم سُمعة إنسان. غير أنه لا مفرَّ من الأحكام؛ إذ لا يُمكن أن نكون كائنات اجتماعية دُون أحكامٍ متبادلة فيما بيننا. نحن عالقون في حتميةِ إصدار الأحكام، وكلِّ ما قد يصاحبها من شعور بالحرج، والخجل، والعار، والذنب، والوَحدة. ولكن لا تزال ثَمة بعض المكاسب الممكنة وسط غمار الأحكام السريعة والإخفاقات الاجتماعية. وفي هذا الكتاب الذي يجمع بين العقلانية والإبداع، يُصحِّح المؤلف بعض المفاهيم الخاطئة عن مسألة الأحكام، مؤكدًا أننا نحتاج إلى الأحكام لنُقدِّر أنفسنا ونُقدِّر الآخرين؛ إذ لا يُمكن أن ننعم بالحياة دون نشوة الأحكام وخذلانها. وبالاستعانة بعلم النفس، والفلسفة، والتليفزيون، والسينما، والشعر، والأدب؛ يكشف الكتاب عن عالَم يُثمِّن حاجتنا إلى التواصل مع الآخرين؛ عالَم يزدهر فيه الأمل، مهما كان ضعيفًا. مسألة صعبة، ولكن توجد لحظاتٌ يمكن أن يصبح فيها حُكمنا كريمًا ومتسامحًا؛ لحظاتٌ تبدو فيها الصُّدوع الموجودة في العالَم احتمالاتٍ ممكنةً وليست طرقًا مسدودة، لحظاتٌ يجد فيها الضوء مَدخلًا.
زياد مرار: كاتب ورئيس النشر العالمي في مؤسسة «سيدج» للنشر. وُلِد عام ١٩٦٦ في العراق وانتقل إلى لندن في العاشرة من عمره. نشر أربعة كتب تجمع بين اهتماماته بعلم النفس والفلسفة، من بينها كتاب «خداع» وكتاب «مفارقة السعادة».