يَسبُر هذا الكتاب أغوار العمل المُعقَّد للدماغ، وقُدرته المذهلة على التكيُّف والتغلب على الإعاقة من خلال مشاركة دراسات حالة للأشخاص الذين تَعلَّموا التعويض والتكيف بعد الاضطرابات العصبية التي سلَبَتهم القدرةَ على التعرُّف على الوجوه أو القراءة أو الرؤية. من بين حالاته موسيقيةٌ أصبحت غير قادرةٍ على قراءة الموسيقى، حتى انتهت بها الحال إلى عدم القدرة على التعرُّف على أغراض الحياة اليومية؛ واختصاصيةُ بيولوجيا عصبية لم تتمتَّع بالقدرة على الرؤية الثلاثية الأبعاد في حياتها حتى اكتسبَتها في الخمسينيات من عُمرها؛ والمؤلف نفسه، الذي يروي قصة السرطان الذي أصاب عينه والآثار الغريبة والمُربِكة لفقدان البصر في إحدى العينَين. يستكشف الكتاب بعض الجوانب الأساسية للتجرِبة الإنسانية؛ كيف نتمكَّن من الرؤية الثلاثية الأبعاد، وكيف نُمثِّل العالم داخليًّا عندما تكون أعيُننا مُغلَقة، والسُّبل الجديدة الرائعة التي لا يمكن التنبؤ بها التي تجدها أدمغتنا للإدراك، وخلق عوالم كاملة وغنية كالعالم الذي لم يَعُد مرئيًّا.
أوليفر ساكس: أستاذ طب الأعصاب والطب النفسي بجامعة كولومبيا. وُلد في لندن عام ١٩٣٣ لعائلةٍ من الأطباء والعلماء والمعلمين، وتلقى تعليمه في كوينز كوليدج بجامعة أكسفورد. يُعَد مساهمًا دائمًا في مجلتَي «ذا نيويورك ريفيو أوف بوكس» و«ذا نيويوركر». تُرجمت كُتبه إلى أكثر من ثلاثين لغة.