النَّوْمُ مُعجِزةٌ مِن مُعجِزاتِ الحَياةِ التي تَتكرَّرُ كلَّ يَوْم، وفِي هَذَا الكِتاب، يَسْرُدُ العالِمُ «فريزر هاريس» العَدِيدَ مِنَ الأَبْحاثِ والخَواطِرِ حوْلَ هَذِه الظَّاهِرةِ الطَّبيعيَّة. يُعرِّفُ الكاتِبُ النَّوْمَ بحَالةِ «اللَّاوَعْيِ الطَّبِيعيَّةِ» التي يَصِلُ إلَيْها الشَّخصُ السَّلِيمُ ويَحْتاجُ إلَيْها مِن أجْلِ استِمرارِيَّةِ حَياتِه بشَكْلٍ صِحِّي، مُشِيرًا إلى أنَّ هُناكَ قَواعِدَ أَساسِيَّةً يَجِبُ اتِّبَاعُها للحُصولِ عَلى نَوْمٍ عَمِيق. كَما يَذْكُرُ الكاتِبُ تَارِيخَ النَّومِ في كُلِّ العُصورِ؛ حَيثُ اعتقَدَ البَعْضُ قَدِيمًا أنَّ حَالةَ النَّوْمِ تَنطَوِي عَلى مَعانٍ عَظِيمةٍ سامِيَة. يَبدأُ الفَصلُ الأوَّلُ بشَرحٍ وافٍ عَنِ الأَرَقِ وأَسْبابِه، ثُمَّ يَنتقِلُ في الفُصولِ التالِيةِ إلى التَّحدُّثِ عَنِ الأَحْلامِ ومُستقبَلِ النَّوْمِ في العَصْرِ الحَدِيث؛ فارِضًا احْتِمالاتٍ للقَواعِدِ التِي قَد تَضَعُها المُدُنُ مِن أَجْلِ إنْشاءِ بِنَاياتٍ عازِلةٍ للأَصْوات، تَضمَنُ الهُدوءَ، وتُوفِّرُ النَّوْمَ السَّلِيمَ لِقَاطِنِيها.
ديفيد فريزر-هاريس: أُسْتاذٌ فسيولوجيٌّ وكاتِبٌ اسكتلنديٌّ شَهِير. وُلِدَ ديفيد فريزر-هاريس في مَدينةِ إدنبرة بالمَمْلكةِ المتَّحدةِ عامَ ١٨٦٧م من أبٍ إنجليزيٍّ وأمٍّ اسكتلندِيَّة، وتلقَّى تَعْليمَه الجامِعيَّ في جامعةِ جلاسكو، ثم تابَعَ دراساتِه العُليا في جامعاتِ برن وزيورخ وهايدلبرج. عَمِلَ أُسْتاذًا في عدَّةِ جامِعات، وكان آخِرُ مَناصِبِه العِلميةِ أُسْتاذًا للفسيولوجيِّ في جامِعةِ دالهوزي منذُ عامِ ١٩١١م حتى تَقاعُدِه عامَ ١٩٢٤م. لَه العَديدُ مِنَ الكُتُب، منها: «مُستقبَلُ النَّوم»، و«الأَعْصاب»، و«الأُسُسُ الكيميائيةُ للحِياة». كانَ عَطاؤُه العِلميُّ كبيرًا في تَخصُّصِه، لا سِيَّما أنه استطاعَ أنْ يَمزجَ الطبَّ بمعرفتِه التاريخيَّة. تُوفِّيَ فريزر في فبراير عامَ ١٩٣٧م.