«الفلسفة هي حكمةُ شخصٍ بعينه، أمَّا الدِّين فهو حكمةُ شعب. وبينما تَبقى الفلسفة محصورةً في الأكاديميات، ينجح الدِّين في التمكُّن من قلوبِ وعقولِ شعبٍ بأكمله؛ ولذلك أقول بأننا إذا ما أردنا البحثَ عن حكمة البشرية، فإننا سنجدها في تاريخِ أديانها لا في تاريخِ فلسفاتها.»يحتوي هذا الكتاب على إجابات «فراس السوَّاح» عن أسئلةٍ طالما وُجِّهَت إليه في مُقابلاتٍ صحفية وإذاعية وتلفزيونية، وقد أسفرَت إجاباته عن خُلاصةِ أفكاره ورؤيته حول تاريخِ الأديان وعلمِ الأديان المقارَن من ناحية، ودراسة الدِّين في إطارٍ فلسفي وتاريخي وأدبي وميثولوجي من ناحيةٍ أخرى؛ فتحدَّث عن مفهومِه للوحي في الدِّيانات الزرادشتية والبوذية والإسلامية، ورأيِه حول التوحيد في الدِّيانات السماوية، كما يُوضِّح دَور الفلسفة الصينية التي قامت بدَور الدِّين، ويَتطرَّق إلى التناصِّ في الكُتب المقدَّسة، وإلى الغنوصية الموجودة في عِدَّة دِيانات، ليؤكِّد على وَحْدة جوهرها، وأن رُوح المخلوق من رُوح الخالق، وغيرها من الأفكار والرُّؤى التي تفتح أمام الإنسان المزيدَ من الأسئلة لفَهم ذاتِه والكونِ وعلاقتِه بالخالق، وتسمح له بمساحةٍ أكثرَ رَحابة.
فراس السواح: مفكِّرٌ لامع في سماء ميثولوجيا الشرق، ومؤرِّخٌ بارز في تاريخ الأديان، وفيلسوفٌ مُغامِر، وأحد أبرز المفكِّرين العرب الذين أبحروا خارج النَّسَق الديني النمطي، وقدَّم رؤيةً مُغايِرة عما هو سائدٌ من أفكار عقائدية. وُلِد في حمص عام ١٩٤١م لعائلةٍ حموية أزهرية، وعاش في فضاءٍ تنويري أتاح له أن يختار طريقَه بنفسه؛ فوالده الكاتب والصحفي «أحمد السواح»، رئيس تحرير جريدة «الفجر» السورية، وجَدُّه «نورس السواح» الذي كان شيخًا أزهريًّا درس علومَ الدين بالجامع الأزهر. درس «فراس» الاقتصادَ في جامعة دمشق، وتخرَّجَ منها عام ١٩٦٥م، ثم انتسب إلى قسم الفلسفة، ولكنه لم يُكمِل دراستَه فيه. استهوَته الميثولوجيا وتاريخ الأديان باكرًا، فكتب في الصحف والمجلات السورية منذ عام ١٩٥٨م، ونشر أبحاثَه الأولى في الآداب اللبنانية عام ١٩٦٠م. وفي عام ١٩٧٦م أصدَر كتابه التأسيسي والرصين «مُغامَرة العقل الأولى»، وأصدر عام ١٩٨٥م كتابَه الشهير «لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة». ومنذ عام ١٩٨٦م تفرَّغ لدراسة التاريخ والأركيولوجيا والميثولوجيا وتاريخ الأديان بشكلٍ مستقل، فصدرت له الكثير من الكتب، مثل: «كنوز الأعماق: قراءة في مَلْحمة جلجامش»، و«تاريخ أورشليم»، و«مدخل إلى نصوص الشرق القديم»، و«موسوعة تاريخ الأديان»، و«الوجه الآخَر للمسيح»، و«الإنجيل برواية القرآن»، و«طريق إخوان الصفاء»، و«ألغاز الإنجيل»، و«القصص القرآني ومتوازياته التوراتية». وأصدَر في بكين بالتعاوُن مع الدكتور «تشاو تشنج كو» كتابًا باللغتَين الصينية والعربية عن الحكيم الصيني «لاو تسو». كما ساهَمَ بكتابَين باللغة الإنجليزية صدرا في بريطانيا، هما: «أورشليم بين التوراة والتاريخ»، و«جدليات إسرائيل القديمة وبناء الدولة في فلسطين». كرَّمه الحزب الشيوعي السوري، والحزب السوري القومي الاجتماعي، والجمعية التاريخية السورية، وأمانة عمان. يعمل حاليًّا أستاذًا في تاريخ أديان الشرق الأوسط بجامعة بكين للدراسات الأجنبية.