«ابتسم «أحمد» فقال «بالوتشي»: إن المسألة لم تَعُد مسألةَ الفيلم، إنه يساوي حقًّا بضعةَ ملايين من الجنيهات، ولكن المهم الآن هو كرامة المافيا، إن حصول الوحش الأصفر على الفيلم يعني أنه هزمنا، ونحن لا نَقبل أن يهزمنا أحد؛ إذَن فالفيلم ليس هو القضية، القضية الآن مَن الذي يستطيع الحصول عليه؟! عصابة الوحش الأصفر، أم عصابة المافيا؟ فما رأيك؟»وقَع ثلاثةٌ من الشياطين في قبضة عصابة «الوحش الأصفر» اليابانية، وكان ثمنُ إطلاقِ سراحهم هو الحصول على ميكروفيلم يَحوي العديدَ من المستندات العسكرية العربية، فأطلقوا سراحَ أحد الشياطين بشرطِ الحصول على الميكروفيلم وتسليمه إليهم لإنقاذِ رفيقَيه من قبضتهم، ولكنه وقَع أسيرًا لعصابةٍ أخرى؛ وهي عصابة «المافيا»، وهاتان العصابتان خطيرتان للغاية، وكلتاهما تريد الحصولَ على الفيلم نفسه، فهل ستحصلان على تلك الأسرار العسكرية؟ وما مصير المُختَطَفين من الشياطين؟
محمود سالم: فارسُ القصة البوليسية ورائدُ أدب المغامَرات في مصر والعالم العربي، لا يكاد يخلو بيتٌ مصري أو عربي من قصةٍ له، عاش في أذهان الكثير من الأجيال، وشكَّل طفولتَهم حتى تَربَّع على عرشِ قلوبهم وعقولهم، فصار كاتِبَهم الأول بلا مُنازِع. وُلِد «محمود سالم» في الإسكندرية عامَ ١٩٣١م، لأبٍ يعمل ضابطًا بحريًّا في خفر السواحل؛ مما أتاح له التنقُّلَ بين المدن الساحلية. التَحق بالكليةِ الحربية، لكنَّ انضمامه إلى الحركة اليسارية «حدتو» منَعَه من الاستمرار فيها، فالتحق بكلية الحقوق، ثم كلية الآداب، لكنه تركها بسبب استغراقه في القراءة. بدأ رحلتَه في الصحافة عندما تَعرَّف على «صبري موسى» و«جمال سليم» اللذين كانا يعملان في مجلة «الرسالة الجديدة»، فعمل مُراسلًا عسكريًّا لصحيفة «الجمهورية» أثناء العدوان الثلاثي عامَ ١٩٥٦م، وبعد نجاحه في تغطية الحرب تَفرَّغ للصحافة، حتى أصبح رئيسًا لقسم الحوادث بالجريدة. انتقل إلى «دار الهلال»، وفي مجلة «سمير» اكتشف موهبتَه في الكتابة للأطفال، وتولَّى مهمة تحرير المجلة، وظل مسئولًا عنها حتى تأميمها عامَ ١٩٦١م، فانتقل إلى مجلة «الإذاعة والتليفزيون»، لكن مُيوله الناصرية أدَّت إلى فصلِه من وظيفته، وصدر قرارٌ بمنعه من الكتابة، فسافَرَ إلى بيروت، ثم عاد إلى مصر في الثمانينيات. بدأت رحلته في كتابة أدب المغامَرات من وحيِ سلسلةٍ تُدعى «ذا فايف فيند أوترز» للكاتبة الإنجليزية «إيند بلايتون»، تحكي عن خمسة أطفال يَخوضون مغامَراتٍ ويَحلُّون ألغازًا؛ لتظهر سلسلة «المغامرون الخمسة» المصرية، فخرج أولُ لغزٍ للنور، وهو «لغز الكوخ المحترق». واستمر «سالم» في إثراءِ المكتبة العربية بأدب المغامَرات، فقدَّم أيضًا سلسلة «الشياطين اﻟ ١٣» التي تضم مغامرين من كل أنحاء الوطن العربي. هذا بالإضافة إلى عددٍ آخر من الكتب في أدب الطفل. وافَته المَنِية في ٢٤ فبراير عامَ ٢٠١٣م، تارِكًا تراثًا غنيًّا في أدب المغامَرات العربي.