«إن جُلَّ ما أردته هو عرضُ ما يؤمن به المسيحيون والمسلمون فيما يخص عيسى — عليه السلام — وتسليطُ الضوء على القواسم المشتركة، وهي أكثرُ بكثير مما يتوقَّع الطرفان. وكما سيكتشف القارئ تدريجيًّا، فإن التعابير والمصطلحات المختلفة من حيث الشكل غالبًا ما تُخفي وراءها اتفاقًا في المضمون.»يتتبَّع هذا الكتابُ الرؤيةَ القرآنية حول العقيدة المسيحية، من خلال استخلاص النصوص القرآنية المتعلِّقة بها، ودمج بعضها مع بعض لتشكيل رواية قرآنية للإنجيل تُضاف إلى الأناجيلِ الرسمية الأربعة: «يوحنا»، و«متَّى»، و«مرقس»، و«لوقا»، والأناجيلِ غير الرسمية مثل: إنجيلَي «متَّى» المنحول و«يعقوب»؛ وذلك من خلال دراسةٍ مقارنة للديانة المسيحية في النص القرآني من ناحية، والأناجيل الرسمية وغير الرسمية والأسفار من ناحية أخرى، ويقدِّم الكثيرَ من أوجُه التشابك والتشابه بين النصَّين، والقواسم المشتركة بين العقيدتَين، فضلًا عن تفسيراتٍ تاريخيةٍ حول نقاط الخلاف بينهما. كما يورد نصًّا كاملًا لإنجيل «متَّى» المشتمِل على ثمانية وعشرين إصحاحًا.
فراس السواح: مفكِّرٌ لامع في سماء ميثولوجيا الشرق، ومؤرِّخٌ بارز في تاريخ الأديان، وفيلسوفٌ مُغامِر، وأحد أبرز المفكِّرين العرب الذين أبحروا خارج النَّسَق الديني النمطي، وقدَّم رؤيةً مُغايِرة عما هو سائدٌ من أفكار عقائدية. وُلِد في حمص عام ١٩٤١م لعائلةٍ حموية أزهرية، وعاش في فضاءٍ تنويري أتاح له أن يختار طريقَه بنفسه؛ فوالده الكاتب والصحفي «أحمد السواح»، رئيس تحرير جريدة «الفجر» السورية، وجَدُّه «نورس السواح» الذي كان شيخًا أزهريًّا درس علومَ الدين بالجامع الأزهر. درس «فراس» الاقتصادَ في جامعة دمشق، وتخرَّجَ منها عام ١٩٦٥م، ثم انتسب إلى قسم الفلسفة، ولكنه لم يُكمِل دراستَه فيه. استهوَته الميثولوجيا وتاريخ الأديان باكرًا، فكتب في الصحف والمجلات السورية منذ عام ١٩٥٨م، ونشر أبحاثَه الأولى في الآداب اللبنانية عام ١٩٦٠م. وفي عام ١٩٧٦م أصدَر كتابه التأسيسي والرصين «مُغامَرة العقل الأولى»، وأصدر عام ١٩٨٥م كتابَه الشهير «لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة». ومنذ عام ١٩٨٦م تفرَّغ لدراسة التاريخ والأركيولوجيا والميثولوجيا وتاريخ الأديان بشكلٍ مستقل، فصدرت له الكثير من الكتب، مثل: «كنوز الأعماق: قراءة في مَلْحمة جلجامش»، و«تاريخ أورشليم»، و«مدخل إلى نصوص الشرق القديم»، و«موسوعة تاريخ الأديان»، و«الوجه الآخَر للمسيح»، و«الإنجيل برواية القرآن»، و«طريق إخوان الصفاء»، و«ألغاز الإنجيل»، و«القصص القرآني ومتوازياته التوراتية». وأصدَر في بكين بالتعاوُن مع الدكتور «تشاو تشنج كو» كتابًا باللغتَين الصينية والعربية عن الحكيم الصيني «لاو تسو». كما ساهَمَ بكتابَين باللغة الإنجليزية صدرا في بريطانيا، هما: «أورشليم بين التوراة والتاريخ»، و«جدليات إسرائيل القديمة وبناء الدولة في فلسطين». كرَّمه الحزب الشيوعي السوري، والحزب السوري القومي الاجتماعي، والجمعية التاريخية السورية، وأمانة عمان. يعمل حاليًّا أستاذًا في تاريخ أديان الشرق الأوسط بجامعة بكين للدراسات الأجنبية.