«تشارلز داروين» من أكثر العلماء الذين ساهموا في تغيير وجهة نظرنا عن الحياة ونشأتها، ومن أكثرهم تأثيرًا في تشكيل الفكر الحديث بأكمله، غير أننا على الأرجح لا نعرف عنه سوى إنجازاته العلمية. أما في هذا الكتاب، فسوف نتعرَّف على «داروين» منذ أن كان طفلًا، إلى أن صار العالِم الذي نعرفه. سنلتقي في البداية بسِيرته الذاتية؛ فنعرف حكايتَه على لسانه، ونرى صورةً عن «داروين» الطفل وعلاقته بأبيه وإخوته والبلدة التي نشأ بها، وكذلك علاقته بالمدرسة التي تلقَّى بها أولَ تعليم منهجي. ثم نراه شابًّا يَدرس في كامبريدج، ويَتعرف بها على الكثير من العلماء البارزين الذين سيؤدُّون دورًا مهمًّا في توجيه مسار حياته بعد ذلك. كما نطالع لمحةً عن حياة «داروين» الخاصة في بيته مع زوجته وأولاده، وحتى مع حيواناته الأليفة. أمَّا الجزء الأكبر من الكتاب، فهو مخصَّص لخطاباته، ومنها سنعرف عن الرجل أكثرَ مما أراد هو أن يُخبرنا عن نفسه؛ ذلك لأنها مراسلاته الخاصة بينه وبين أهله وأصدقائه وأساتذته وبعض الرجال البارزين في عصره، ومنها تلك التي أرسلها أثناء دورانه حول الأرض في رحلة «البيجل»، والتي تُخبرنا بالكثير عن مشاعره وأفكاره في هذه الرحلة. ونشهد في خطاباته أيضًا تطوُّرَ أفكاره الذي أدَّى إلى ميلاد أهم نظرياته واكتشافاته العلمية، كما أنه يحكي فيها عن خواطره وأفكاره بشأن الكثير من الموضوعات المهمة والمشوِّقة. إن هذا الكتاب نافذةٌ ممتازة لمَن أراد أن يطلَّ على «داروين» وعالَمِه الخاص.
السير فرانسيس داروين: نجلُ عالِم الطبيعة البريطاني الشهير «تشارلز داروين»، كان عالِمَ نباتات مثل والِده، وعمل معه في بعض التجارب، وساعده في تأليف كتاب «قوة الحركة في النباتات». كذلك قام بتحرير السيرة الذاتية لوالده عام ١٨٨٧م، وأصدر بعض الكتب المعتمدة على مراسلاته، مثل كتاب: «تشارلز داروين: حياته وخطاباته». مَنحَته جامعة كامبريدج درجةَ الدكتوراه الفخرية عام ١٩٠٩م، وتُوفِّي في كامبريدج عن عمرٍ يناهز سبعة وسبعين عامًا.