هل تستطيع عقولُنا شفاءَ أجسادِنا؟ إنه السؤال الذي يدور حولَه هذا الكتاب الذي يُمثِّل رحلةً لاستكشاف الأسباب وراءَ عدم قُدرة الطب الغربي على علاج العديد من الأمراض، وعجزه عن تخفيف الكثير من الآلام، مع كل ما حقَّقه من تقدُّم. تستكشف الكاتبةُ التمايزَ بين العقل والجسد الذي نشأ في العلم منذ نحو ٤٠٠ عام مضَت، حين ميَّز الفيلسوف الفرنسي «رينيه ديكارت» بين ما هو مادي يمكن دراستُه علميًّا، وما هو غيرُ مادي لا يمكن دراسته علميًّا؛ ولذلك نجدها تَجُوب الكرةَ الأرضية من مُختبرٍ في جبال الألب يَدرس فيه أحدُ العلماء تأثيرَ البلاسيبو (أو العلاجات الوهمية) على مرضى رُهاب المرتفعات، إلى مَزار «السيدة العذراء» في فرنسا حيث يأتي الحُجاج بأعدادٍ غفيرة أملًا في الشفاء. تستقصي المؤلفة العلاجاتِ العقليةَ الجسدية — مثل: التأمُّل، والإبر الصينية، والارتجاع البيولوجي — التي شهدت مؤخرًا إقبالًا هائلًا في العالَم الغربي، بعد أن ظلَّت لعصورٍ تُعَد مجرد أساليبَ قائمةٍ على العلم الزائف. وتطرح الكاتبة سؤالًا مهمًّا مُفادُه: لماذا تُثبت هذه العلاجات جَدواها أحيانًا متفوقةً على أساليبَ أخرى عمليةٍ اختُبرت معمليًّا؟
جو مارشانت: كاتبة بريطانية وصحفية مُستقلة في مجال العلوم. وُلِدت في لندن، عام ١٩٧٣، وحصلت على درجة الدكتوراه في علم الوراثة والميكروبيولوجيا الطبية من كلية الطب التابعةِ لمستشفى سانت بارثولوميو في لندن. عملت محرِّرةً في مجلتَي «نيو ساينتست» و«نيتشر»، ولديها شغفٌ بألغاز الوجودِ البشري والكون، تناولتها في كُتبها، مثل كتاب «ملِك الظِّل: الحياة الآخِرة الغريبة لمومياء الملك توت». هذا بالإضافة إلى اهتمامها بالعلاقة بين العقل والجسد، التي تناولَتها في كتابها «شفاء: رحلة في علم سيطرة العقل على الجسد».