«لا أرى إلا أن نأخذ الطفلَين في الصباح الباكر، ونتوغَّل بهما إلى أقصى ما يُمكِننا في الغابة … ونُعطي كلًّا منهما كِسرةً من الخبز تشغله بعضَ الوقت، ونُوقد لهما نارًا يَستدفئان بحرارتها … ثم ننصرف إلى عملنا دونَ أن يَفطِنا إلينا. ونتركهما هناك وحيدَين … وهكذا لن يجدا طريقَهما ثانيةً إلى البيت ولن يُزعجَنا أمرُهما بعد اليوم.»تعرَّض الطفلان «طاهر ونادية» لمصاعبَ كثيرة كادَت تُودِي بحياتهما، بسبب زوجة أبيهما التي سعَت للتخلُّص منهما. وبالرغم من نجاحهما أوَّلَ مرة في العودة إلى البيت، فإنهما عجَزا عن العودة في المرة الثانية، وتعرَّضا لحادثٍ غريب؛ إذ سعَت امرأة عجوز إلى تَسْمينهما وأَكْلهما! هل سينجحان في النجاة منها؟ وهل سيعودان مرةً أخرى إلى بيتهما؟ وكيف سيكون حالهما؟ هيَّا نعرف!
أمين سلامة: مُترجِم وكاتب مصري، وُلد عام ١٩٢١م بالخرطوم في السودان. ترعرع في أسرةٍ تهوى العلم، وتهتم بالدراسة الأكاديمية العلمية، بينما وجَّه هو اهتمامَه إلى الدراسة الأكاديمية الأدبية. تَخرَّج «أمين سلامة» في قسم الدراسات القديمة بكلية الآداب، جامعة القاهرة، وذلك في عام ١٩٤٣م، وفي عام ١٩٤٧م حصل على شهادة الماجستير في الآداب اليونانية واللاتينية. شغل العديد من الوظائف الإدارية والعلمية؛ ففي بداية عمله كان أمينًا لغرفة النقود بالمكتبة العامة بجامعة القاهرة، ثم انتُدب للعمل بتدريس اللغة اللاتينية بكلية الآداب، جامعة القاهرة، كما كان أمينًا بقسم الجغرافيا بجامعة القاهرة حتى عام ١٩٥٤م. كذلك عمل بتدريس اللغة الإنجليزية من عام ١٩٥٥ حتى عام ١٩٥٨م، وذلك عقب التِحاقه بخدمة الحكومة السودانية، وفور انتهاء خدمته عمل مُدرسًا للغة الإنجليزية بالمدارس الأجنبية بالقاهرة، وذلك عام ١٩٦١م، كما عمل بالتدريس الأكاديمي بالجامعة الأمريكية في مصر، وبجامعات أمريكا وكندا. كان «أمين سلامة» مولعًا بدراسة التاريخ اليوناني والروماني، وكان يحب السفر كل عام إلى اليونان للبحث في مكتباتها عن المخطوطات النادرة، واستطاع عبر سنوات حياته العلمية الاطِّلاع على أمهات الكتب اليونانية والرومانية وعلى أروع ما أنتجَته هاتان الحضارتان العظيمتان من أعمالٍ مسرحية وتراجيدية وفلسفية مهمة، وقد أتقن ترجمة هذه الأعمال من لُغتها الأصلية، سواءٌ اليونانية القديمة أو اللاتينية، ومن اللغة الإنجليزية أيضًا، إلى اللغة العربية، إلى جانب تأليفه للكثير من الأعمال المهمة. أما عن أعماله المترجمة فنذكر منها: «الإلياذة»، و«الأوديسة»، و«الأساطير اليونانية والرومانية». وأما عن مؤلفاته فنذكر منها: «الذات واللذات»، و«اليونان وشاهد عيان»، و«حياتي في رحلاتي». تُوفِّي «أمين سلامة» عام ١٩٩٨م بمحافظة القاهرة، تاركًا إرثًا علميًّا كبيرًا من المؤلفات والترجمات التي تُثري وتُعزِّز مكتباتنا وثقافتنا العربية.